لا يزال فيلم "الملحد" يتصدر اهتمام الجمهور وصنّاع العمل الذي على ما يبدو لم يتم تأجيله بل تم منعه، وفق ما أشار مخرجه محمد العدل الشهير بماندو العدل على صفحته على "فيسبوك"، وهو ما نفاه المنتج أحمد السبكي.
ماندو الذي علق كاتباً "الفكر يتواجه بالفكر مش بالمنع والحكم للناس"، وجد تفاعلاً كبيراً من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وقد أكد إلغاء عرض الفيلم رداً على سؤال المخرج مجدي أحمد علي حول إلغاء العرض الذي كان مقرراً يوم الأربعاء في 14 أغسطس/آب الحالي، وكتب: "اه العرض اتلغى والاجابة عند السيد الرقيب على المصنفات الفنية".
وسط الجدل الذي أثاره ماندو في تعليقه، خرج منتج العمل أحمد السبكي عن صمته وصرّح في حديث صحفي بأنه لم يتم منع العمل، وذكر بأنه تم تأجيله لأسبوعين للانتهاء من أعمال المكساج والمونتاج، وبأن التصاريح الرقابية موجودة معه وبالتالي لا يوجد منع أبداً، في محاولة منه لنفي ما ذكره ماندو العدل. وعلى ما يبدو فإنه سيتم إدخال تعديلات على النسخة النهائية للفيلم لكي يصبح عرضه مقبولاً لدى المعترضين على طرحه.
حملة تضامن مع صنّاع فيلم الملحد
المخرج مجدي أحمد علي علق أيضاً على تصريح السبكي، وكتب "السبكي متصور انه بالشكل ده هايعدي الفيلم واحنا بنتكلم في المبدأ".
كما تلقى ماندو دعماً من المعلقين الذين عبّر أحدهم عن حزنه لمنع الفيلم، معتبراً بأن "الملحد" "كان حيبقى توعية لناس كتير بس لازم الحرب تحصل لمجرد ان الرأي العام معترض".
ووصفت مستخدمة بأن هذه المواجهة من أرقى أنواع المواجهة، وتمنت بأن يتم عرض الفيلم قريباً. وأكدت أخرى ما ذكره العدل في تعليقه، وكتبت: "أمامنا عقود حتى نفهم أن الإدراك والتطور لا يأتي بالمنع ولكن بالتفكير والتحليل". وعبّر آخرون عن تضامنهم مع العدل وصنّاع العمل.
وبما أن اسم الفيلم جريء ومن المعروف أن كاتبه إبراهيم عيسى كاتب مثير للجدل ولطالما كانت أعماله قوية وجريئة، اقترح أحد المتابعين تغيير اسم العمل وتعديل اسم إبراهيم عيسى ليكون أصغر على الأفيش، وبالتالي سيمر العمل من دون أي مواجهات أو مشاكل.
إبراهيم عيسى يعلق على منع "الملحد"
من ناحيته، علق إبراهيم عيسى على أخبار منع فيلمه بأكثر من تغريدة على حسابه على "إكس"، واستذكر في إحدى التغريدات منع رواية نجيب محفوظ "أولاد حارتنا"، وكذلك منع مسرحية "الحسين ثائراً" لعبد الرحمن الشرقاوي، مشيراً إلى أن الفن أقوى من المنع ومن الرصاص بل حتى من الموت، متابعاً: "يموت المفكر وتخلّد الفكرة. يموت الفنان ويخلّد فنه".
كما شارك على حسابه في منصة "إكس" مشهداً من سيناريو فيلم "الملحد"، وقد تنوعت التعليقات بين مؤيد للفيلم وبين معترض على ما جاء في المشهد الذي تمت مشاركته وهو ما يترجم الجدل الذي أثير حول الفيلم والذي تم منعه، أو تأجيله وفق ما جاء على لسان منتجه.
العمل الذي يشارك في بطولته أحمد حاتم، محمود حميدة، حسين فهمي وصابرين، وشيرين رضا، تدور أحداثه حول الإلحاد والذي يعتبر موضوعاً حساساً جداً ولا سيما في العالم العربي، وقد تم تصنيف الفيلم بأنه يهاجم الفكر الديني ويهدد القيم المجتمعية. كما وصفه بعض النقّاد بأنه يهاجم الدين الإسلامي ويروّج للإلحاد ويحث الشباب على التشكيك بالدين.
