تحل اليوم الجمعة ذكرى رحيل الفنانة زبيدة ثروت، إحدى أبرز نجمات العصر الذهبي للسينما المصرية، التي تركت إرثًا فنيًا خالدًا، وحظيت بلقب "ملكة الرومانسية". بجمالها المميز وأدائها الراقي، سطرت زبيدة ثروت تاريخًا لا يُنسى في عالم الفن السابع، ليبقى اسمها حاضرًا رغم مرور الأعوام.
ولدت زبيدة ثروت في 14 يونيو 1940 لعائلة عريقة؛ فوالدها كان ضابطًا ووالدتها تنتمي لسلالة السلطان حسين كامل. بزغ نجمها منذ الصغر، بعدما فازت بمسابقات جمال مثل "ملكة جمال الشرق" و"أجمل عشرة وجوه للسينما"، وهو ما لفت الأنظار إلى موهبتها وجمالها الاستثنائيين، فاتجهت سريعًا إلى عالم الفن.
كان أول ظهور سينمائي لها عام 1956 في فيلم "دليلة"، الذي جمعها مع النجمين عبد الحليم حافظ وشادية، رغم أن مشاركتها اقتصرت على مشهد قصير. ومع ذلك، شكل هذا الفيلم انطلاقتها، لتتألق لاحقًا في فيلم "يوم من عمري" مع عبد الحليم حافظ، الذي عزز مكانتها كنجمة رومانسية، وأكسبها حب الجماهير.
قدمت زبيدة ثروت مجموعة من الأفلام التي تركت بصمة لا تُنسى، منها "نساء في حياتي" مع رشدي أباظة وهند رستم، "في بيتنا رجل" مع عمر الشريف، و"الحب الضائع" مع سعاد حسني.
ساهمت أدوارها في ترسيخ مكانتها بين أبرز نجمات جيلها، وشاركت في أفلام صنفت ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، مثل "في بيتنا رجل" و"المذنبون".
وعلى خشبة المسرح، أظهرت زبيدة موهبتها في أعمال مثل مسرحية "عائلة سعيدة جدًا"، التي كانت آخر أعمالها الفنية قبل اتخاذها قرار الاعتزال.
في أواخر السبعينيات، وبعد نجاح فيلم "المذنبون"، أعلنت زبيدة ثروت اعتزالها الفن بشكل مفاجئ. قررت الابتعاد عن الأضواء والهجرة إلى الولايات المتحدة لفترة من الزمن قبل أن تعود إلى مصر. رغم ابتعادها، ظلت ذكراها عالقة في قلوب جمهورها، خاصة مع تصريحاتها الجريئة عن علاقتها بعبد الحليم حافظ ورغبتها في أن تُدفن بجواره.
على الصعيد الشخصي، عاشت زبيدة حياة زاخرة، إذ تزوجت مرات عديدة، كان أبرزها زواجها من المنتج السوري صبحي فرحات، الذي أنجبت منه أربع بنات. وعلى الرغم من انشغالها بمسيرتها الفنية، استطاعت الحفاظ على توازنها بين العمل وحياتها العائلية.
في 13 ديسمبر 2016، أسدل الستار على حياة زبيدة ثروت بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 76 عامًا. غابت عن الحياة، لكن أعمالها وأدوارها الرومانسية بقيت شاهدة على موهبتها وجمالها الفريد، لتظل إحدى رموز الزمن الجميل التي ألهمت أجيالًا متعاقبة من الفنانين والمحبين.