أدلى الفنان السوري سامر المصري، بآراء جريئة حول واقع الدراما السورية والتركية المعربة، حيث اعتبر أن مسلسل "ولاد بديعة" الذي عرض في رمضان الماضي أساء لصورة السوريين، في وقت تحدث فيه عن مسيرته وتطلعاته الفنية المقبلة.
قال الفنان سامر المصري خلال ظهوره في بودكاست "Forbes Talk" الذي تقدمه الإعلامية بدور الموسى، إنه "متشائل"، أي "متشائم ومتفائل في الوقت نفسه" بمستقبل الدراما السورية، حيث أعرب عن فرحه لوجود كم كبير من المسلسلات خلال الفترة الأخيرة، لكنه أوضح في الوقت نفسه أن القليل من تلك الأعمال ما زال يحمل الملامح الأساسية للدراما السورية.
وأوضح أن أعمال البيئة الشامية على سبيل المثال، تحوّلت من أعمال شعبية أصيلة محببة إلى أعمال لتمرير رسائل وأفكار بعض الكتاب لتشويه هذا النوع من الأعمال ودس السم بالعسل.
وحول المسلسلات السورية في الموسم الرمضاني الفائت، أشار إلى أن مسلسل "ولاد بديعة"، "جعلنا كلنا ولاد بديعة"، موضحاً "رغم أداء الأبطال والمخرجة وكل طاقم العمل الذي كان رائعاً، إلا أن المحتوى كان مسيئاً بشكل كبير، لأن الأم السورية عندما تكون مريضة، لا يمكن لنا بأن نظهرها بهذا الشكل، وغيرتي على بلدي يجعلني ضد هذا المحتوى الذي يسيء لأهل سوريا لأعوام كثيرة مقبلة".
وعن رأيه بمسلسل "تاج" الذي قام ببطولته تيم حسن، قال المصري إنه افتقد إلى الموضوع المهم الجذاب، وبطل العمل الوحيد كان الإخراج الفني، أما الخيوط الدرامية فيه فلم تكن متشابكة وجذابة وكان مسلسل "الزند" في العام الذي سبقه أهم منه.
قال الفنان سامر المصري: إن شخصية "أبو شهاب" في مسلسل "باب الحارة" لم تسبب له أي تأطير؛ لأنه قدم في العام نفسه شخصية "أبو جانتي" وهي شخصية مناقضة تماماً لشخصية العكيد، وحققت جماهيرية كبيرة أيضاً ونال العمل جائزة أفضل عمل جماهيري في حينه، وقمت في هذا العمل بفتح المجال للارتجال بالشخصيات من أجل إسعاد وإضحاك الشعب السوري، ولم يكتفِ الجمهور من هذه الشخصية، وكان المشروع عبارة عن 5 أجزاء كل منها في بلد مختلف لكننا لم نوفق لعدة ظروف.
وكشف المصري أن سبب شهرة هذا النوع من الشخصيات، يعود لغياب البطل الإيجابي عن الدراما العربية وبساطة الكاتب ابن الحارات الشعبية والتركيز على الشخصيات الإيجابية في الحياة، كانت السبب بنجاح وجماهيرية باب الحارة في العالم العربي حتى تحول لأيقونة، متمنياً أن يتحلى الشباب العربي بقيم العكيد.
رأى الفنان سامر المصري أن الدراما المعربة فرضت نفسها من خلال نسب المشاهدة وتفاعل الجمهور معها، موضحاً أن "ستيليتو" لم يكن المسلسل المعرب الأول، لكنه كان بمثابة بداية للحالة الشعبية والاندماج مع تلك الأعمال، كاشفاً أنه ليس من المشجعين لهذا النمط من الدراما، لكنها لا تختلف عن العديد من البرامج العالمية كبرامج المواهب التي تم عرضها وتقديمها بنسخة معربة.
وتمنى المصري على المنصات العربية مثل "نيتفليكس" تخصيص مجال لتقديم فن يعنى بالقضايا الإنسانية والمجتمعية لتشجيع الجيل الجديد على التوجه لها؛ لأن الدراما والبرامج حالياً أصبحت خالية من هذا المحتوى.
وأكد رغبته بالعمل مع منتج حقيقي لديه أفكار ويبحث عن توليفة فنية صحيحة، وليس منتج صاحب رأس مال يسعى للربح والأموال فقط، كاشفاً عن مشروع فني قادم له، بعد تفعيل شركة الإنتاج الخاصة به، لتقديم أعمال بجودة وأفكار ومحتوى إيجابي مغاير لما يعرض من أعمال ذات محتوى مسيء.