استطاعت الفنانة اللبنانية رندة كعدي أن تحقق نجاحًا منقطع النظير على الساحة الفنية، فبعد البصمة المميزة التي تركتها في الدراما المحلية والمشتركة من خلال تجسيد دور الأم، حملت تلك المشاعر وسافرت بها خارج نطاق الوطن لتتحدى نفسها، وتحجز مكانتها المرموقة في الدراما المعربة.
موقع "فوشيا" كان له دردشة خاصة مع الفنانة رندة كعدي، التي كشفت عن بعض الأمور الخاصة المتعلقة بمسيرتها الفنية.
أهنئ نفسي من خلال نظرة الجمهور، تشجيعهم وإعجابهم بالشخصية التي أجسدها. كما أني أحرص دوما على أخذ رأي النقاد والإعلاميين بعين الاعتبار. هذا النوع من التهنئة يضفي المزيد من الدعم المعنوي للفنان، الذي يعاني من ظروف التصوير الصعبة.
البداية دائما لها رونقها المميز. هي جزء لا يتجزأ من النجومية التي حققتها. فالمحطة الأبرز في مسيرتي، كانت خلال مشاركتي في مسلسل "من أحلى بيوت رأس بيروت"، وتجسيدي لشخصية "ماما نجوى".
على الرغم من النجاحات التي حققتها على الساحة الفنية، إلا أنني لا زلت أنتقد نفسي وبقوة. مع بداية عرض كل عمل جديد يسيطر القلق على تصرفاتي، وأشعر بالخوف من متابعة الحلقة الأولى. أنا على يقين أن بإمكاني تقديم الأفضل إذا كانت ظروف التصوير أفضل، ولم تستهلك كل طاقاتي.
لعبت الدرما المشتركة والمعربة دورا كبيرا في انتشاري عربيا؛ مما ضاعف من نجوميتي، وحملني المزيد من المسؤولية لتقديم الأفضل وضاعف من اندفاعي على الساحة الفنية.
دور الأم رافقني في مختلف إطلالاتي على الشاشة الصغيرة. جسدت شخصية الأم بكل ظروفها؛ كونها عنصر من عناصر المجتمع. لا أنكر أن دور الأم ساعدني خلال مسيرتي، وطرح اسمي بقوة للمشاركة في الأعمال المعربة.
"نجوى" من الشخصيات الملونة والمركبة التي كانت تتبدل وفقا لتطورات الأحداث في مسلسل "القدر". لم أحتفظ بشيء منها، ولا زلت أحافظ على هويتي الخاصة. فأنا إنسانة ثابتة في أمومتي وتعاملاتي مع الأشخاص المقربين مني.
كواليس مسلسل "القدر" كانت مميزة وممزوجة بالمحبة، الألفة والتضامن. جمعتنا الغربة ووحدتنا، فأصبحنا عائلة واحدة. وانعكست هذه الأجواء الإيجابية على العمل. لا أنكر أن بعض الكواليس لا زالت محفورة في ذاكرتي، وأبرزها كواليس تصوير الإعلان الخاص بمسلسل "القدر"، حيث وثقت عدسات الكاميرا رقصي خلال فترة الاستراحة. وانتشر الفيديو كالنار في الهشيم. تشاركت الرقص مع زملائي، فالفنان يستطيع التألق في الرقص، الغناء وحتى التمثيل.
التعاون مع هذين النجمين كان يسوده الاحترام، الفن والرقي. استحقا لقب "نجم" عن جدارة. هما نجمان تميزا بتواضعهما، عفويتهما، وإتقانهما لهذه المهنة. أعتبرهما شخصين مقربين إلى حياتي. وبطبعي لا أبدع في العمل الذي أقدمه إذا لم أحب الأشخاص الذين يشاركونني في العمل.
مسلسل "بالدم"، كبرلنا قلبنا، فقد احتوى على كمية من الإبداع سواء من خلال الحبكة الدرامية، الإخراج وحتى الممثلين المميزين المشاركين في العمل. هذا العمل أكد على الروابط العائلية، وساهم بوضع الدراما المحلية في الطليعة. أهنئهم جميعا. وإن شاء الله تتسع رقعة الأعمال المحلية، لتضم أكبر شريحة من الممثلين اللبنانيين.
لا أعتقد. في البداية، الإنتاج كان سخيا وكان الممثل يتقاضى مردودا محترما، إلا أن الأمور سرعان ما اختلفت. من المحتمل أن أبطال العمل الرئيسيين يحصلون على الحصة الأكبر، إلا أن الممثلين (الأبطال) بموقعنا وتمثيلنا يتقاضون أجرًا لا يحمي من غدر الزمن. دمعتنا وإحساسنا لا ثمن لهما. نحن نفرح بالمشاركة في الأعمال المعربة التي تساهم بتبادل الخبرات والانتشار عربيا.
هذه قناعة شخصية، والحياة عرض وطلب. أنا أشارك في الأعمال التي تناسبني. نحن نشارك في النسخة العربية للأعمال التركية التي تحصد تفاعلا كبيرا عند الجمهور العربي. بالنهاية "الجمهور عاوز كدا". بصرف النظر إذا كانت الدراما معربة، هندية أو سواها، فأنا أضيف دوما من إحساسي اللبناني.
أتمنى أن تتحسن ظروف الإنتاج المحلي، فنغني ثقافتنا والشاشة الصغيرة والمنصات بالأعمال اللبنانية. الفن هو إبداع داخلي يترجم فعليا ليصل إلى قلب الجمهور.
ما من نجم معين. أحب كل النجوم والجميع سواسية. أقدر الجهود التي يبذلها الممثلون. لا يجب الاستخفاف بأي ممثل. الجميع مبدع بالأعمال التي يقدمونها.
شعور الأمومة يطغى على علاقتي بجميع الممثلين الذين يشاركوني في العمل. هذا الشعور فرض عليّ التعامل معهم بكل أحاسيس الأمومة. أقوم بما يمليه عليّ قلبي.
أطلق عليّ العديد من الألقاب وأبرزها لقب "سيدة الشاشة" و"فيروز الدراما" الذي منحني إياه الفنان يوسف الخال. يحملني هذا اللقب مزيدا من المسؤولية، هو بمثابة وسام يوضع على صدري تقديرا للبصمة التي تركتها على الساحة الفنية.
بعد الشخصيات التي جسدتها خلال مسيرتي الفنية، لا زالت بانتظار الدور الغريب والخارج عن المألوف. أريد شخصية أتحدى من خلالها كل قدراتي، من خلال شخصية غير نمطية.
أنا حاليا، خلال فترة استراحة محارب، خاصة بعد الجهود التي بذلتها خلال تجسيد شخصية "نجوى" في مسلسل "القدر". الجميع تعب خلال هذه الفترة. لغاية اليوم، لم أتفق على المشاركة في أي عمل درامي يحجز تواجدي في رمضان 2026. لذلك لا أستطيع أن أعد الجمهور بشيء.