بعد تتويجها في حدث تاريخي مميز، حصلت لوجينا صلاح، عارضة الأزياء وخبيرة التجميل وناشطة حقوق مرضى البهاق، على لقب "ملكة جمال الكون مصر 2024".
تمكنت خبيرة التجميل المصرية المبدعة لوجينا صلاح من تحويل تحدياتها الشخصية إلى مصدر إلهام للآخرين.
لوجينا، التي تعاني من البهاق، وهو مرض مناعي ذاتي يؤدي إلى ظهور بقع بيضاء على البشرة، واجهت صعوبات عديدة خلال رحلتها، لكنها لم تدع تلك التحديات تعيق مسيرتها.
بدأت قصة لوجينا صلاح عندما كانت في الثامنة من عمرها، حيث اكتشفت أنها تعاني من مرض الصدفية، وهي حالة تؤثر على الجهاز المناعي وتسبب تقشير الجلد.
خاضت لوجينا معركة طويلة مع هذا المرض، وتلقت علاجًا بالكورتيزون. ورغم أن هذا العلاج كان له نتائج إيجابية في البداية، إلا أنه بعد فترة قصيرة ظهرت بقع بيضاء على جلدها؛ ما جعلها تتلقى تشخيصًا جديدًا: "أنت مصابة بالبهاق".
عندئذٍ، بدأت مشاعر الخوف وعدم الأمان تسيطر على حياتها. كما تعرضت للتنمر من زملائها في المدرسة، حيث كان الكثيرون يبتعدون عنها خوفًا من العدوى؛ ما زاد من شعورها بالعزلة.
لم تستسلم لوجينا صلاح لواقعها الصعب، بل اختارت استخدام مساحيق التجميل كوسيلة للتعايش مع آثار مرضها. بدأت في تعلم كيفية مزج الألوان بحيث تتناسب مع لون بشرتها؛ ما ساعدها على الشعور بالراحة والثقة.
هذا الاهتمام بالتجميل لم يكن مجرد هروب، بل أصبح نقطة انطلاق لمستقبلها المهني. بعد إنهاء دراستها، عملت لفترة في أحد البنوك المصرية، لكنها سرعان ما أدركت أن هذا المجال لا يلبي طموحاتها.
قررت لوجينا أن تتبع شغفها، وسافرت إلى الولايات المتحدة لدراسة فنون المكياج والتجميل. هناك، أكملت دراستها وعادت إلى مصر لتطبيق ما تعلمته. لم يكن الطريق سهلًا، لكن بفضل إصرارها وعزيمتها، أصبحت واحدة من أبرز خبراء التجميل في مصر. خلال عامين فقط، حققت نجاحات كبيرة واكتسبت ثقة عالية بالنفس؛ ما ساعدها على مواجهة المجتمع بجرأة.
عندما نالت لوجينا صلاح لقب "ملكة جمال الكون مصر 2024، أصبحت أول امرأة مصابة بالبهاق تحقق هذا الإنجاز؛ ما جعلها رمزًا للأمل والتحدي للنساء اللواتي يواجهن مشاكل مشابهة. كانت هذه لحظة تاريخية لم تمثل فيها نفسها فحسب، بل أصبحت صوتًا للعديد من النساء اللواتي يعانين من التحديات.
لقد استخدمت منصتها الاجتماعية التي تضم أكثر من 1.8 مليون متابع لإلهام النساء والفتيات لتقبل أنفسهن وكسر الحواجز التي تضعها معايير الجمال التقليدية.
تؤكد لوجينا على أهمية تقبل الذات، مشيرةً إلى أن هذه العملية ليست حدثًا يحدث بين ليلة وضحاها، بل هي نتيجة لمجهود يومي وقراءة مستمرة. لقد ساعدتها هذه الرحلة على تحقيق راحة نفسية كبيرة؛ ما جعلها قادرة على التصالح مع نفسها ومع الآخرين.
كما تُعتبر لوجينا مثالًا للقيادة التحولية، حيث تسعى دائمًا لتشجيع الآخرين على تحقيق أحلامهم. في تصريحات لها، تقول: لا ينبغي أن تكون هناك عوائق أمام طموحات النساء.
تستمر لوجينا في كسر الحواجز وتحدي المفاهيم السائدة حول الجمال. هي مثال حي على أن الإرادة والتصميم يمكن أن يفتحا الأبواب لتحقيق الأحلام، مهما كانت الصعوبات. ومهما كانت التحديات، فإن لوجينا صلاح ستظل تمثل قصة نجاح تلهم الجميع.