شكّلت وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبدالمحسن صباح يوم السبت، 4 مايو/ أيار 2024، إثر وعكة صحية مرّ بها في الآونة الأخيرة، صدمة للوسط الثقافي والفني في العالم العربي، وطغى الحزن على منصات التواصل الاجتماعي؛ إذ يعتبر الراحل أحد أبرز روّاد الشعر الحديث في المنطقة.
"مهندس الكلمة"، كما يطلق عليه محـبوه، نعاه المئات من الفنانين والشعراء العرب، إلا أن القصيدة التي نظّمها الأمير والشاعر عبد الرحمن بن مساعد في رثاء الأمير الراحل، بعنوان "البدرُ غاب"، حظيت بتفاعل واسع؛ لما حملته من كلمات معبرة عن حجم المصاب الجلل.
عبد الرحمن بن مساعد كتب يقول في رثاء بدر بن عبدالمحسن:
ياليتَها لمْ تَصْدُقِ الأخبارُ
وتغافلت عن حكمِها الأقدارُ
أستغفرُ الرحمنَ أمضى ماقضى
فلكل حيٍ يومُهُ المُختارُ
الشعرُ دُكَّ وزُلزلِتْ أركانُهُ
والبدرُ غاب فماتت الأقمارُ
قد أسدل الليلُ الكئيبُ ظلامَهُ
وتسارعت للحودِها الأشعارُ
يا بدرُ ماهذا ؟عهدتُك بلسمًا
يشفي الجروحَ فتسْكنُ الآثارُ
أفهكذا يا سيدّي ومعلمي
وأخي ومحبوبي تئنُّ الدّارُ؟
أفهكذا يا من صَنَعْتَ شُعورَنا
تمضي فيُسدَلُ حاجبٌ وستارُ
أوَهكذا يا من أنَرْتَ عُقولَنا
تمضي فَتَهجُرُ كونَنا الأنوارُ
قد كنت دومًا طبَّ جدبِ قلوبنا
فلكم سقانا غيثُكَ المدرارُ
قد كنت دومًا صوتَ مجدِ بلادِنا
لكأنَّ حرفَكَ سيفُها البتّارُ
قد كنت عملاقًا عظيمًا مبهرًا
إبداعهُ تحكي بهِ الأقطارُ
قد كنت إنسانًا كريمًا مغدقاً
تُقضى بجودِ صنيعهِ الأوطارُ
هي هكذا الدنيا تعافُ كرامَها
فيفارقُ الأفذاذُ والأخيارُ
ما فارق البدر المنيرُ سماءَنا
إلّا لتحفظَ نورَهُ الأبصارُ
ولسوف يخلد ذكرهُ وعطاءُهُ
ما نام ليلٌ واستفاقَ نهارُ
القصيدة التي شاركها بن مساعد مع متابعيه في تطبيقات "السوشال ميديا"، سجّلت نحو مليون حركة تفاعلية خلال أقل من 24 ساعة، مع آلاف التعليقات عبر منصتي "إكس" و"إنستغرام"، والتي جاء من ضمنها "أجمل ما قيل في رثاء البدر"، و"أوصلت مشاعرنا ومشاعرك"، و"صح منطوقك، رحم الله نبراس الشعر".
علاقة وطيدة
رغم أن الأميرين عبد الرحمن بن مساعد وبدر بن عبد المحسن تزاملا في المجال نفسه، إلا أن علاقتهما سيطر عليها، الاحترام المتبادل بعيداً عن المنافسة، حتى إن بن مساعد وصف الراحل في إحدى تدويناته بـ"سيده وأخيه وأستاذه".
الدكتور فايز الأحمري، المهتم بالقضايا التربوية والثقافية، قال في وصفهما "رمزان شامخان يلتقيان؛ فتلامس هامتاهما سماء الإبداع شعراً ونثراً وفكراً"، فيما وصفهما باسم سليمان الفليّح عبر حسابه في "إكس"، بـ"جبلين من رموز السعودية"، وقال أحمد العتيبي عنهما "هامة وقامة".
جاء ذلك تعليقاً على صورة نشرها بن مساعد ظهر فيها برفقة الراحل في 21 مايو/أيار 2022، مرفقة بتعليق "شرفني الليلة سيدي وأخي وأستاذي الأمير بدر بن عبدالمحسن .. حفظك الله يا أبا خالد ودمت سيدًا متفرّدًا للشعر والإبداع".
وتفاعل معها آنذاك الآلاف، حيث جاء من ضمن التعليقات عليها أيضاً "صورة اكتمل فيها الوزن والقافية.. صورة تصدح شعراً وأدباً"، و"اثنينهم قمة إبداع الشعر الغنائي"، و"صورة تتحدث عن الفخر والفخامة للشعر والأدب والتواضع والإحساس والذوق الرفيع".