للأمهات مكانة كبيرة في حياتنا، لا يمكن لأحدٍ إنكارها أو تخطيها، فهي من تلعب الدور الأبرز في تكوين شكل حاضرنا، وكيف سيكون مستقبلنا.
ولطالما كان دورها هذا محط اهتمامٍ في الدراما، عبر شخصياتٍ تجسد دور الأم ببراعة، وتُظهر كيف أثرت في سلوكيات أبنائها وشخصياتهم، واحترامهم لذاتهم.
وفي موسم دراما رمضان الحالي، برزت العديد من النجمات اللواتي لعبنَّ دور الأم، كما برزت العديد من أنواع الأمهات، من تلك التي تحب ابنتها وترى فيها مرآةً لنفسها لدرجة أنها لا تسمح لها بالفشل، إلى تلك التي ربّت ابنةً لم تعرف أنها ليست ابنتها، إلى تلك الشريرة التي تريد استغلالهم لخدمة مصالحها الشخصية، مروراً بالأم المثالية التي لا تعرف سوى الحب غير المشروط.
عادةً ما تكون الأم المثالية هي الصورة الأكثر تجسيداً في الدراما إلا أنه مع دخول الدراما بمشاكل أكثر عمقاً وملامستها للواقع بشكلٍ كبير، أصبحنا نرى جميع أنواع الأمهات، وهنا نرصد أبرز النجمات اللواتي لعبنَّ دور الأم:
لعبت الممثلة اللبنانية شخصية "ناهية" وهي والدة دجى راقصة الباليه الرئيسة في مسرح "نفس"، وخلال الأحداث تتعرض الأخيرة لحادثٍ يتسبب بكسر كاحلها، ليتم استبعادها عن المسرح لفترةٍ من الوقت، إلا أن "ناهية" ترفض الأمر كلياً وتحاول دفع ابنتها للعودة إلى المسرح مهما كلّف الأمر.
ويتضح في سياق الأحداث أن "ناهية" كانت تحلم دوماً بأن تكون راقصة باليه، إلا أنها لم تستطع تحقيق ذلك، لتضع جلَّ اهتمامها بأن تصبح ابنتها راقصة الباليه الناجحة، وترفض فشلها حتى لو كان على حساب صحتها الجسدية وحتى النفسية.
قدمت النجمة المصرية هالة صدقي دور الأم التي تهتم لمصالحها وتعشق المال وترغب بالحصول عليه، حتى لو كان ذلك عبر استغلال ابنها وإجباره على القيام بما لا يتوافق مع رغبته.
وعبر شخصية "شادية" التي تصر على زواج ابنها مختار من ابنة عمه على الرغم من عدم حبه لها، وذلك ليحصل في النهاية على مالها، وكذلك تحاول الحصول على كل أموال زوجها بعد وفاته، فإن هالة تلعب دور أمٍ شريرةٍ بعض الشيء.
على الرغم من معرفتها أن ابنتها الكفيفة "روح" تحب "غيث" الشاب اللاجئ والفقير من كل قلبها، إلا أن ذلك لا يمنعها من الوقوف بوجهها ورفض تلك العلاقة بشكلٍ قاطع، هذا هو ملخص شخصية "نوال شهاب" في مسلسل "نفس" التي تجسدها الممثلة اللبنانية نهلة داوود.
وفي حين أن "نوال" ترى أن إبعاد "غيث" عن "روح" هو لمصلحة الأخيرة، تغفل عن أن ذلك قد يؤذي ابنتها جدًا وتقف في طريق سعادتها بدافع حمايتها، الأمر الذي يجعلها أمًا تتصرف بطريقةٍ غير متوافقة مع ما تحتاجه ابنتها بالفعل وليس ما تريده هي كـ "نوال".
مع أن الخط الدرامي يركز على بلقيس وهي الشخصية التي تلعبها الممثلة السورية كاريس بشار، يركز أكثر على عملها في تزوير النقود وتورطها مع عصاباتٍ بهذا الخصوص، إلا أن هناك خطاً آخر مميزاً في حياة هذه الشخصية خلال الأحداث، وهو علاقتها بابنتها "ليلاس"، إذ تظهر بلقيس كصديقةٍ لابنتها طوال الوقت، تخبرها أسرارها وتتبادلان الهموم، من دون أن تغفل عن حمايتها حتى لو اضطرها ذلك التضحية بنفسها.
تلك الأم التي اكتشفت بعد 45 عاماً أنها ربت ابنةً ليست ابنتها، بعد حدوث خطأ في المستشفى، لتحاول مساعدة هذه الابنة على إيجاد عائلتها الحقيقة، على الرغم من كل ما قد يحدث في طريقها للوصول إلى الحقيقة، وعلى الرغم من أنها أيضاً قد لا تجد ابنها أو ابنتها الحقيقين على قيد الحياة، هي "جانيت" في مسلسل "بالدم" والذي جسدتها الممثلة اللبنانية جوليا قصار ببراعة.
وبذلك كانت "جانيت" الأم التي لا تقدم حباً غير مشروطٍ لابنتها رغم معرفتها بأنها ليست والدتها الحقيقة، لتخبر العالم أن رابطة الأمومة لا تعترف "بالدم" وأنها أقوى من أن يكون فيها أي عوائق.
جسدت ياسمين عبد العزيز شخصية "ليل الحسيني" وهي امرأة ثرية تكتشف زواج زوجها عليها، فتقرر الانفصال عنه وتبحث عن علاقة حب جديدة، إلا أنها تتورط في صراعات مختلفة لم تكن تتوقعها.
ومع ذلك، تحاول ألا تفرط في ابنتيها وإبعادهما عن كل ما قد يتسبب في أي أذى لهما، إلى جانب حرصة على أن تكون بمثابة أم بديلة لابن عم ابنتيها الذي توفيت والدته في حادث أليم.
وتصبح "ليل" تلك الأم النموذجية التي استطاعت الحفاظ على ابنتيها وابن عمهما، لا سيما وأنها غيّرت حياة ونفسية الأخير للأفضل، لتثبت أن الأمهات قادرات على فعل كل شيءٍ لأبنائهن وحتى أولئك اللواتي يتخذن دور أمٍ بديلة لسبب ما.