يصادف اليوم التاسع من يناير/كانون الثاني، ذكرى رحيل الفنان السوداني إبراهيم خان، الذي استطاع أن يحفر اسمه في تاريخ الفن المصري والعربي.
ولد خان لأب سوداني وأم مصرية، وقدِم إلى مصر عام 1954 حيث التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج فيه عام 1961، ليبدأ مسيرة فنية امتدت لنحو 40 عامًا.
كانت أولى خطوات إبراهيم خان المهنية من خلال عمله في إذاعة ركن السودان، التي أصبحت لاحقًا إذاعة وادي النيل. إلا أن الصدفة لعبت دورها عندما التقى أحد المنتجين، الذي شجعه على دخول مجال التمثيل، ومن هنا انطلق ليشارك في ما يقرب من 50 فيلمًا والعديد من المسلسلات التلفزيونية التي رسخت مكانته كواحد من أبرز فناني جيله.
من أبرز محطات إبراهيم خان الفنية دوره في فيلم "غروب وشروق" عام 1970، مع النجمة الراحلة سعاد حسني، إذ كشف في لقاء مع الفنان سمير صبري عن كواليس المشهد الشهير الذي يتضمن ضربه لسعاد حسني.
وقال حينها إن المخرج كمال الشيخ أصر على أن يتم التصوير بشكل حقيقي لضمان المصداقية؛ ما أدى إلى إصابة حسني بجروح وكدمات استدعت تأجيل التصوير.
برع إبراهيم خان في تقديم الأدوار الثانوية التي تحمل ثقلًا دراميًا، كما ترك بصمة واضحة في الدراما التلفزيونية والسينما العربية، حيث شارك في مجموعة متنوعة من الأعمال التي حملت توقيعه المميز، ففي التلفزيون، تألق في أعمال بارزة مثل "أمير الشرق" و"عثمان دقنة" و"المخبر الخاص" و"الإمام محمد عبده" و"المنصورية" و"أحلام البنات".
أما على الشاشة الكبيرة، فقد أثْرَت مشاركاته السينمائية السينما العربية بأدوار مميزة في أفلام مثل "الحب والثمن" و"الأشرار" و"نهاية الشياطين" و"الثعلب والحرباء" و"غروب وشروق" وابن الشيطان و"الشجعان الثلاثة" و"إيدك عن مراتي" و"القاهرون".
خارج الأضواء، كانت حياة إبراهيم خان الشخصية موضع اهتمام الجمهور والإعلام، خاصة علاقته بالفنانة الكبيرة سهير رمزي، إذ كانت علاقتهما محط شائعات لسنوات.
وخلال مرحلة من صداقتهما ترددت أقاويل عن وجود علاقة عاطفية بينهما، وانتشرت شائعة تفيد بخطبتهما وهو ما لم يحدث، إذ لاحقًا أكدت رمزي أن ما جرى بينهما لم يتجاوز حدود الصداقة، وأن الشائعات كانت مجرد مبالغات.
توفي إبراهيم خان يوم 9 يناير 2007 عن عمر ناهز 70 عامًا بعد معاناة مع تليف حاد في الكبد والرئتين، ليترك إرثًا فنيًا غنيًا بالمئات من الأعمال التي تخلد اسمه في ذاكرة الفن العربي.
ظل إبراهيم خان نموذجًا للتنوع الثقافي، حيث جمع بين أصوله السودانية وحياته في مصر، وكانت حياته الفنية مرآة تعكس قدرته على تجاوز الحدود الجغرافية واللغوية، ليصبح جزءًا لا يتجزأ من تاريخ السينما والتلفزيون العربي.
وبأدواره المتميزة في السينما والتلفزيون وشخصيته التي جمعت بين البساطة والموهبة ظل إبراهيم خان أحد رموز الفن العربي تاركًا إرثًا خالدًا في ذاكرة جمهوره ومحبيه