تحل اليوم، 27 ديسمبر 2024، الذكرى الثامنة والثمانين لميلاد الفنان القدير سمير صبري، أحد أعلام الفن المصري والعربي، الذي وُلد في مثل هذا اليوم عام 1936 بمحافظة الإسكندرية.
امتلك صبري مسيرة فنية حافلة ومليئة بالإبداع، إذ جمع بين موهبته في التمثيل والغناء وتقديم البرامج الإذاعية والتلفزيونية، ليصبح أيقونة خالدة في تاريخ الفن المصري.
وُلد سمير صبري في عائلة تعشق الفنون وتحترمها، حيث أسهمت نشأته في بيئة تُقدر السينما والمسرح والموسيقى في تشكيل شخصيته الفنية. بدأ حلمه منذ الصغر حينما كان يقلد الفنانين أمام أفراد أسرته، الذين كانوا يصطحبونه إلى دور السينما والمسرح.
بعد تخرجه في مدرسة فيكتوريا كوليدج، قرر صبري أن يسعى لتحقيق حلمه الفني، فانتقل من الإسكندرية إلى القاهرة ليبدأ رحلته. شاءت الأقدار أن يسكن في العمارة نفسها التي كان يقيم بها العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، الذي أصبح صديقًا وداعمًا له، ومهد له الطريق لدخول الوسط الفني.
كانت بداية سمير صبري المهنية من خلال برنامج "ركن الطفل" الذي قدمته له الفنانة لبنى عبدالعزيز، بدعم من عبدالحليم حافظ. تألق صبري في تقديم البرنامج، مما لفت أنظار الإذاعية الكبيرة آمال فهمي، التي منحته فرصة تقديم برنامج إذاعي خاص به.
لم يتوقف طموح صبري عند الإذاعة، بل انتقل إلى التلفزيون المصري حيث قدّم برامج حظيت بشعبية كبيرة مثل "هذا المساء"، "النادي الدولي"، "كان زمان"، و"بدون كلام".
وفي موازاة نجاحه الإعلامي، اقتحم صبري عالم السينما في الستينيات والسبعينيات، وحقق نجاحًا لافتًا من خلال أفلام مميزة مثل "البحث عن الفضيحة"، "الجلسة سرية"، "عالم عيال عيال"، و"فتوة الناس الغلابة".
وبلغ رصيده الفني 138 فيلمًا، إلى جانب عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية والإذاعية.
تميز سمير صبري بكونه فنانًا شاملًا؛ فقد جمع بين التمثيل والغناء وتقديم البرامج، وبرع في الغناء باللغتين العربية والأجنبية. أسس شركة إنتاج سينمائي، وواصل العمل في المسلسلات التلفزيونية خلال السنوات الأخيرة من حياته.
تحدث سمير صبري في أحد اللقاءات التلفزيونية عن رغبته في تكريم يتناسب مع مسيرته الفنية الكبيرة، وهو ما تحقق في عام 2021، حين كُرِّم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
في 20 مايو 2022، غيب الموت الفنان القدير عن عمر ناهز 86 عامًا بعد صراع مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا سيظل خالدًا في ذاكرة الجمهور.
سمير صبري سيظل رمزًا للفن الشامل والإبداع المتجدد. قدم خلال مسيرته أعمالًا أثرت السينما والتلفزيون والغناء، وحظي بمحبة وتقدير من الجمهور والنقاد على حد سواء، ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الفن المصري والعربي.