محمد عساف: "مكانك خالي" وجهها خير.. وكورونا نقمة على العالم

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
21 أبريل 2020,3:15 ص

اعتبر الفنان الفلسطيني محمد عساف أن أغنيته باللهجة العراقيّة "مكانك خالي" كانت "وجه خير" بالنسبة له لأنّها أحدثت نقلة نوعيّة على الصعيد العربي، حيث حققت نسبة عالية جداً من المشاهدات على موقع يوتيوب.

وقال عساف خلال إطلالته المباشرة في برنامج "طلات ثقافية" على صفحة وزارة الثقافة الفلسطينية عبر فيسبوك، إن التنوع في الألوان الغنائيّة مهم جداً بالنسبة له، مؤكداً على أهمية إتقان اللهجات بالنسبة للفنان والتنوع في الموسيقى، وهو مادفعه إلى أداء ألوان مختلفة عن بعضها (المصري، اللبناني، الليبي، الجزائري، الإنجليزي، اللاتيني).

وكان عساف قد افتتح إطلالته يوم أمس الاثنين بأغنيّة خاصة به من ألبومه الأوّل، كلمات الشاعر والأديب الراحل محمود درويش وألحان ياسر عمر التي أداها سابقاً عام 2014، وهي قصيدة شهيرة بعنوان "على هذه الأرض ما يستحق الحياة".

وقدم عساف بعدها "مكانك خالي" ومن ثم قدم أغنيّة للفنان عبد الحليم حافظ بطلب من الجمهور، مشيراً إلى أن الأغاني القديمة كانت توجد فيها أصالة أكثر في اللحن والكلمة وأن القيمة الفنيّة كانت مميزة قديماً والشعر والكلام كانا رائعين جداً، وكشف أن من أكثر الأغاني القديمة التي تأثّر بها كانت أغنيّة للراحل محمد عبد الوهاب "عندما يأتي المساء".

وأضاف عساف بأن الفن رسالة وليس فقط للتسلية، وعلى الفنان أن يكون مثقفًا ويقرأ كثيراً، قائلًا: "نحن أمة اقرأ وللأسف نسبة القراءة قليلة"، وعلى كل إنسان أن يقرأ في تخصصه حتى في الفن، وأن ثقافة القراءة شيء عظيم ومهم جداً فهي تُشكل مستوى الإدراك والتفكير عند الإنسان، وأعرب أنّه يميل إلى الكتب الواقعيّة أكثر من الخياليّة مثل الروايات التاريخيّة التي تكون علاقتها بالإنسان واضحة ومباشرة، وهذا كان له دور كبير في صقل شخصيته منذ الصغر.

وصرح عساف أنّه في خططه المستقبليّة سوف يعمل على تقديم أغنيّة مع الأطفال حيث يوجد لديه جمهور عريض من الأطفال، موضحاً أن أوّل أغنيّة أداها عندما كان طفلا بعنوان "ازرع شجرة" ثم اختتم عساف البث الخاص به بأغنيّة لفرقة "العاشقين".

الجمهور يسأل

وفي سؤال من المتابعين "ماهي أقرب أغنيّة إلى قلبك"، رد عساف أنّها أغنيّة "شو بتخبرونا" لأنّها من ألحان الراحل ملحم بركات وهو يفخر بذلك، فيما علّق آخر "ممكن نشوفك ممثل في يوم من الأيام" فأجاب أنّه شيء صعب لأنّه يحتاج إلى تركيز ومثابرة وهو حالياً لا يستطيع التركيز على التمثيل مثل شغفه بالموسيقى والغناء.

وحول سؤال إن كانت له مشاركات بأعمال خيرية بظل هذه الظروف التي يمر بها العالم، أجاب عساف أن من يقوم بعمل خيري ليس من الضروري أن يُعلن عنه ولا أن ينتظر مقابلًا لقاء ذلك، وفي سؤال مختلف "ماهي أكثر الأغاني التي تحب الاستماع إليها"، فقال إنّه يحب الاستماع إلى أغاني عبد الحليم حافظ وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب.

فيروس كورونا

وبيّن عساف أنّه في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد التي يعيشها العالم الآن أصبح من البديهي حديث الناس بشكل عام عن هذا الفيروس الخطير، وأن النقطة المهمة التي علينا أن نتحدث عنها ونكررها هي بقاؤنا في المنازل وعدم الاختلاط مع الآخرين، موضحاً أن السلاح الوحيد الموجود الآن لمحاربة هذا العدو الصغير هو "سلاح الوقاية"، مبيّناً أن جائحة كورونا "نقمة" على البشر لكنّها تحتوي على أشياء جيدة جداً، فهي تجعل الإنسان يراجع ذاته ويرى مواضيع مهمة لم يكن يهتم بها من قبل، كما تتيح فرصة للاستفادة من وقت الفراغ في تطوير الذات على الصعيد الحياتي والمهني أو حتى العلّمي بالنسبة للطلاب، وقال إنّه يقضي معظم وقته حالياً في قراءة الكتب والروايات.

الأغنية الفلسطينية

وتحدث عساف بأن الشعب الفلسطيني لطالما عايّش الأغنيّة الفلسطينيّة التي تعد جزءا لا يتجزأ من تراث وحضارة وتاريخ فلسطين، وأن الفن هو جزء من تاريخ مقاومة فلسطين بالتحديد، مشيراً إلى أن الجيل القديم وجيله خصوصاً لطالما تربوا على الأغاني الفلسطينيّة التي تشحذ الهمم تجاه محبة الوطن حيث كان للأغنيّة الفلسطينيّة دور كبير في مرحلة التحرر ومازالت، ونوّه أن أكثر إنسان يشعر بالأغاني الوطنيّة هو الإنسان الفلسطيني لأنّها تمثل معاناته من الاحتلال، قائلاً "أنا شخصياً تربيت على الأغنية الفلسطينية"، مؤكداً أن تكون البوصلة الفنيّة للفنان الفلسطيني هي "فلسطين" أولاً وأخيراً.

وكشف عساف عن أنّه كان له عدة تجارب مع الأغنية الفلسطينية على مرحلتين، فقبل شهرته كانت تقريباً جميع أعماله فلسطينيّة فالفن شيء واسع وهو يحب تقديم ألوان مختلفة لكن الأغنيّة الفلسطينيّة لها محبة خاصة في قلبه تختلف عن الأغاني الأخرى حيث كانت بدايته مع الأغنيّة الوطنيّة "شدي حيلك يا بلد" في بداية انتفاضة عام 2000 من كلمات الشاعرة كفاح الغصين وألحان جمال النجار، ومن بعدها شارك في أوبريت "طلائع فلسطين" في عام 2003 ثم أدى أغنية "علي الكوفيه" في عام 2005 قائلاً : "يكفيني أن يُنادى على اسمي أنّني فنان فلسطيني وهذا شرف كبير وعظيم بالنسبة لي" موضحاً أنّه يحمل رسالة شعبه من خلال الفن الذي يقدمه في أي مكان يذهب إليه، وأن أغانيّه الفلسطينيّة تُطلب منه في المهرجانات العربيّة والدوليّة ويكون سعيداً جداً عندما يؤديها أمام الجمهور العربي والغربي.

وناقش عساف أدوات تطوير الأغنية الفلسطينيّة التراثيّة مثل أغنيّة "الهوارة" و أغنيّة "ياحلالي يامالي"، كاشفاً أنّه حالياً يعمل على طرح ألبوم متكامل من الأغاني الفلسطينيّة ويحاول أن يجمع فيه مجموعة من الأغاني التراثيّة غير المعروفة عند الكثيرين

google-banner
foochia-logo