"قُلْ للمليحة بالكِمامِ الاسود"، تذكّري إن الكِمامة التي تستثقلين لِبْسها الآن، أصبحتْ في دور الأزياء العالمية موضة، ولابد من معرفة أن اللفظ العربي الصحيح لها هو الكِمامة، بكسر الكاف وليس بالشدة عليها... الكِمامة.
وأصبح في بِزْنس الأزياء العالمي، مساحة رحبة للاستثمار في الذي يُسمّونه "اقليم الشفق the twilight zone، هي المساحة التي تتقاطع فيها موروثات جمال الأنوثة وسطوة الذكورة لتصنع الجاذبية .
يتواطأ خبراء سيكولوجية المرأة مع محترفي الابتكار، في بزنس الأزياء ليصنعوا الترندات الطاغية في جائحة كورونا خلال الأشهر الماضية.
وقرأ خبراء علم النفس في منظر الكمامة وطريقة احتضانها للشفتين وأرنبة الأنف، ما هو أكثر مِنْ واجب الوقاية الصحية والمسؤولية الاجتماعية.
لاحَظوا، كما تقول المحللة كاتي واي، من مجموعة فايس، إنّ القناع يجعلُ طلّة المرأة أكثر حرارةً وجاذبية، وتحديداً منطقة الأنف حتى الذقن، حيث تبدو ممتلئة، ومبلّلة أحيانا بالعرق.
هناك شيءٌ جذاب يحيط بمساحةٍ غامضة، الكِمامة التي تسترُ الشفتين والأنف، وارتقاء الفم صوب الخدّ، تخطف الانتباه إلى اثنتين من أهم ميزات المرأة، وأكثرها قابلية للتحكّم ، وهما العيون والشعر.
وتصبح قوّة البثّ في الشَّعَر والعيون والرموش، وانحناء الحواجب، مُضاعَفة باحتضان الكمامة لخط الفكين ولقوة الأنف. فهذه الخلطة السيكولوجية، ثريّة الإيحاءات، كما تقول كاتي واي، والتي تجعل الوجه أكثر إثارة عندما يكون نصفه مستورا.
كريستين ستيفنز، الخبيرة مع مجموعة ميديام، أعادتْ اكتشاف ما أسمته بـ"مفارقة اللغز في سطوة العيون، عندما يكون الفم مستورا": شعرٌ كثيف وحواجبُ كأنها الجوارب السوداء، لعيونٍ تجعلُ الرجل يقول: هذ الوجه يُمكن أن أُميّزه من بين ألف شخص، ولو بعد عشرين سنة".
هكذا روّجوا للكمامة، وعملوا منها "ثورة" جمالية، توسعت فيها بيوتات الأزياء وصممت منها وشاحات باندانا ولفات مشنشلة للرأس والخصر وبونيهات وبطانات حريرية، فأصبحت الكمامة وامتداداتها على مختلف أنحاء الجسم جناحا كاملا يريدونه لخزانتكِ، عندما تجف كورونا وتصبح ذكرى يابسة.
كريستينا ستيفنز التي وصفت الكمامة بأنها طريق المرور الإجباري ما بين العيون والجمال الروحي، ذكّرتْ دور الأزياء الغربية أن للخمار في تاريخ المرأة الشرقية موروثا ثريا بالمخيلة الجدلية، وبالشجن أيضا صنعوا كمامة باسم كليوبترا وباسم فينوس اليونانية، ولسالومي، وتركوا الباقي لرواد الأزياء في كل بلد ولمخيلة الفاشينستات المبدعات، ولنشطاء السوشال ميديا أيضا.