تطلبين من طفلك فعل شيء ما، لكن طلبك يقابل بالصمت. تكررين ما قلته لكن طفلك يتجاهلك مرة أخرى وكأنك غير موجودة، ويواصل اللعب أو المشاكسة.
لِمَ لا يستمع الأطفال إلينا؟
سؤال جيد! دعينا نحاول التعرف على أسباب "عدم الاستماع" لدى الأطفال وطرق التعامل معها.
يحتاج الأطفال في مختلف الأعمار إلى إثبات وجودهم وسيطرتهم. وعندما لا يتاح لهم التعبير عن قوتهم بطرق إيجابية، مثل اختيار الملابس التي يرتدونها، أو قائمة العشاء، أو اللعبة المفضلة لديهم، فإنهم يحاولون إثبات قوتهم بطرق سلبية.
من خلال اختيار عدم الاستماع إليك، يؤكد الأطفال قوتهم. هذا السلوك هو وسيلة يعبر بها الطفل عن حاجته لمزيد من السيطرة والقدرة على اتخاذ القرار في حياته.
وقد يأتي رد الفعل هذا نتيجة شعور الطفل بالإهمال والتقصير، ما يجعله يحاكي البرود العاطفي الذي يشعر به. ولا تنسي أن الأطفال يحركهم فضولهم، لذا قد يكون طفلك يعاني من غياب الحافز للانخراط في الأنشطة التي تقترحينها عليه أو المهمات التي تطلبين منه تنفيذها.
ما العمل؟
من المؤكد أنك بدأت تشعرين بالفعل أن الصراخ أو الغضب أو تكرار الطلب لن يأتي بنتيجة. ما الحل إذًا؟ إليك بعض الاستراتيجيات التربوية لتحقيق تواصل أفضل مع طفلك.
افهمي طفلك
عندما تحتاجين إلى اهتمام طفلك، تأكدي من جذب انتباهه. يمكنك فعل هذا عبر إنشاء تواصل بصري، هذا يعني أنك قد تضطرين إلى الابتعاد عن الغسيل أو ترك المخفقة لمدة دقيقة والدخول إلى الغرفة حيث يوجد الطفل. القرب هو المفتاح، فالتحدث عن بعد يبدو وكأنك تصدرين الأوامر.
تخلصي من كلمة "لا تفعل"
لا تلمس أخاك. لا تركض في الصالون. لا تلعب بطعامك.
الأوامر السلبية، مثل "لا تفعل" و"لا"، تجعل الأطفال يفكرون بسؤالين: ما الذي لا تريدني أن أفعله؟ وماذا تريد مني أن أفعل بدلاً من ذلك؟
هذا محير ومتناقض. على سبيل المثال، إذا قلت "لا تلمس أخاك"، يجب على الطفل أن يحدد السلوك البديل بلا إرشاد. بدلًا من "لا تلمس أخاك"، اطلبي منه استخدام اللمسات اللطيفة عند الاقتراب من أخيه.
قولي نعم
ما هو رد فعلك الطبيعي تجاه مئات الطلبات التي تتلقينها من طفلك كل يوم؟ "لا"، أليس كذلك؟
عندما تنهال عليك الطلبات، يكون من الصعب أخذ جميعها بعين الاعتبار، لذا تقومين بتقديم ردود جاهزة، مثل "لا، ليس اليوم" أو "لا، ليس لدي الوقت لذلك".
ولكن عندما تكون "لا" هي إجابتك الدائمة، فلا عجب أن يتوقف الأطفال عن الاستماع إلى طلباتك! ابحثي عن الأسباب التي تجعلك تقولين نعم. موافقاتك ستفرح طفلك وتجعله ينتبه أكثر عندما تطلبين شيئًا ما منه.
قولي "شكرًا لك" مقدمًا
إن قولك "شكرًا لك على تعليق المنشفة بعد الاستحمام" سيشجع أطفالك على السلوك الجيد أكثر بكثير من القول "من الأفضل ألا أرى منشفتك على الأرض مرة أخرى!"
عادة ما يرقى الناس، وحتى الأطفال، إلى مستوى توقعاتنا إذا تعاملنا معهم بطريقة إيجابية. إن إخبارهم بأننا نثق بهم مسبقًا سيؤدي إلى تواصل أفضل.
وجهي الملاحظات
لا تقومي بتوبيخ طفلك على تقصيره، بل وجهي إليه ملاحظة: "أرى سترة على الأرض". إنها استراتيجية ممتازة لتجنب الصراع وتذكير طفلك بالقيام بمهامه دون تقييده.