خطوات تساعدك في التعامل مع طفلك من ذوي الإعاقة

أرشيف فوشيا
لين محمد
11 ديسمبر 2023,2:47 م

قد تكون تربية طفل ذي إعاقة أمرًا صعبًا للغاية، إلَّا أن بعض النصائح بإمكانها مساعدتك في التغلب على العقبات والتعامل مع المشاعر الصعبة وتعزز علاقتك الصحية مع طفلك.

وسواء أكان طفلك يعاني من مشكلة في النمو، أو إعاقة جسدية، أو ضعف حسي مثل فقدان البصر أو السمع، فإن إعاقته يمكن أن يكون لها تأثير كبير على حياتكم.

وتشير الدراسات إلى أن أمهات الأطفال الذين يعانون من مشاكل جسدية مزمنة، مثل الشلل الدماغي أو العمى، على سبيل المثال، يتعرضن لضغوط أعلى مقارنة بالأمهات الأخريات؛ لاسيما أن مخاوفهن تزداد حول كيفية توفير حياة أفضل لطفلهن، وتلبية المسائل الحياتية الأساسية له، وجعل المنزل أكثر أمانًا له، والموازنة بين مسؤولياتها المنزلية والعائلية ورعايته.

وبعيدًا عن الاعتبارات العملية، فمن المحتمل أيضًا أن يواجهن تحديات عاطفية كبيرة، فهن يخشين ألا يتمكن طفلهن من عيش ما يعتبر حياة "طبيعية"، أو يقلقن من أن التحديات الجسدية التي يواجهها قد تحد من فرصه.

ونظرًا لأن كل طفل فريد من نوعه وكل رحلة تربية مختلفة، إلَّا أن هناك الكثير من الاستراتيجيات التي يمكنك تخصيصها لتناسب احتياجات طفلك المحددة.



التحديات الشائعة التي تواجه أمهات الأطفال ذوي الإعاقة

قد تصاحب تربية طفل ذي إعاقة تحديات فريدة من نوعها، بما في ذلك الضغط النفسي والإرهاق الجسدي الناتج عن تقديم الرعاية الأسرية، والتي تشمل:

التعامل مع المشاعر الصعبة

بعض الآباء والأمهات قد ينتابهم الشعور بالذنب ويبدؤون بالتساؤل حول ما إذا كان بمقدورهم منع إصابة طفلهم بتلك الإعاقة، كما يعانون من القلق والاكتئاب حين رؤية طفلهم يتألم أو يعاني من حالته الصحية، وينتابهم الشعور بالغضب أو الهجران في حال شعروا أنهم لا يحصلون على الدعم الكافي من أفراد عائلتهم.

بالإضافة إلى ذلك، فهم يحسون بحزن استباقي، أي حزن على الخسارة قبل حدوثها، عندما يتعلق الأمر بالحالات التي من المتوقع أن تزداد سوءًا بمرور الوقت.

الموازنة بين مسؤولياتك

عند رعاية طفل ذي إعاقة، يكون من الصعب الموازنة بين مسؤوليات العمل والمنزل وتقديم الرعاية؛ لذلك قد تميلين إلى تقليل عدد ساعات نومك، لكن ذلك لن يؤدي إلا إلى مجموعة من المشكلات الأخرى، مثل التعب والإجهاد العالي وضعف جهاز المناعة.

وفي حال كان لديك أطفال آخرون، فقد تقلقين بشأن ضمان تلبية احتياجاتهم أيضًا، بالإضافة إلى رعايتك الذاتية.

إدارة الرعاية الطبية لطفلك

غالبًا ما يكون التنقل في نظام الرعاية الصحية تجربة مرهقة، فإذا كنت تقومين بتربية طفل ذي إعاقة، فمن المحتمل أنك تقضين وقتًا إضافيًا في البحث عن خيارات العلاج والموارد المحلية. بعد ذلك، بالطبع، ستحتاجين إلى جدولة المواعيد الطبية وحضورها، ودمج كل ذلك في مسؤولياتك اليومية الأخرى.

الدفاع عن طفلك

سواء في الفصل الدراسي أو في المناسبات الاجتماعية، قد تحتاجين إلى التحدث نيابة عن طفلك، ويتطلب ذلك منك تثقيف نفسك حول إعاقة طفلك.

ومن الممكن أن تضطري إلى التعامل مع أحكام الأشخاص الآخرين الذين لا يفهمون حالة طفلك، من نظرات الغرباء العرضية إلى الإهانات من المتنمرين في الأماكن العامة، حينها تشعرين كما لو كان عليك الدفاع عن طفلك من العالم أجمع.



كيف تتعاملين مع طفلك ذي الإعاقة؟

يمكن للتشخيص الذي يغير الحياة أن يؤثر بشدة ويثير مشاعر الحزن والخسارة. من الطبيعي أن تحزني على التغيير في صحة طفلك الجسدية، أو تحزني على فقدان الخطط والفرص المستقبلية.

الصبر مهم

امنحي مشاعرك المساحة الكافية للتعبير عن نفسها، لذا عليك التعامل بلطف مع نفسك واعلمي أن التعامل مع المشاعر الصعبة والسلبية يمكن أن يمثل تحديًا مستمرًا.

اعلمي أنه لا يزال بإمكان طفلك أن يعيش حياة سعيدة وذات معنى، لذا ننصحك بقراءة قصص الآخرين الذين تتشابه حالاتهم مع حالة ابنك، فقد تجدين بعض النصائح التي قد تساعدك على التعامل مع حالة ابنك.

ركزي على نقاط قوته

يشعر بعض الأشخاص بالارتياح بعد تشخيص حالة طفلهم، خاصة إذا كانوا قد أمضوا الكثير من الوقت في محاولة فهم حالتهم الصحية؛ حيث سيساعد ذلك على جمع المعلومات المفيدة وطلب الدعم المناسب.

اعملي على تحديد نقاط القوة لدى طفلك وعززيها، فهو كأي طفل آخر له نقاط قوة وضعف، حتى وإن كان يعاني من مشاكل في التنقل أو فهم بعض المواد مثل الرياضيات، وربما يعاني من ضعف في السمع.

أخبار ذات صلة

تربية الأبناء بطريقة "قنديل البحر".. ما هي؟ وما سلبياتها؟

ثقفي نفسك حول حالة طفلك

معرفتك بأكبر قدر عن حالة طفلك، سيزيد ذلك من ثقتك بنفسك، وسيمكنك ذلك من فهم ما يمر به طفلك بشكل أفضل والتعبير عن احتياجاته للآخرين.

تحدثي إلى طبيب طفلك

يمكن أن يكون طبيب طفلك مصدرًا ممتازًا للمعلومات؛ لذا لا تترددي في طرح الأسئلة عليه، واطلبي منه بعض الكتب والمواقع الإلكترونية التي بإمكانها مساعدتك؟.

اعرفي ما يصلح وما لا يصلح لطفلك

ما الذي يحفز طفلك؟ ما الذي يتعبه؟ ما الذي يثير التوتر أو القلق لديه؟ ما الذي يهدئه؟ إن الإجابة على هذا النوع من الأسئلة يمكن أن تسهل عليك عملية التنبؤ بتصرفاته بالمواقف الصعبة، وإجراء التعديلات، والدفاع عن احتياجاته.

google-banner
foochia-logo