تربية الأبناء بطريقة "قنديل البحر".. ما هي؟ وما سلبياتها؟

أرشيف فوشيا
أشرف محمد
28 ديسمبر 2022,2:49 ص

تتفاوت الطرق والأساليب التي نتبعها حينما يتعلق الأمر بتربية الأبناء، فمنا من يلتزم النظام الصارم، وهناك من يتبع الأسلوب المعتدل، في حين ينحاز بعضهم لرغبات أولادهم ويتركون لهم قدرا من الحرية والانطلاق.
ويطلق خبراء التربية على الطريقة الأخيرة اسم "طريقة قنديل البحر"، كونها بمثابة نمط مسترخ ومرن يتعامل على أساسه الوالدان مع الأبناء، إذ لا يضعان لهم قواعد ولا يمللان عليهم أوامر في كثير من الأحيان.
ويميل الأبوان في تلك الطريقة إلى عدم الالتزام بالنظام التقليدي، الروتين والقواعد، وينحازان أكثر تجاه فكرة المشي مع التيار، وعدم شغل بالهما بتصرفات الأبناء، بل يتركان لهم زمام الأمور في تفاصيل كثيرة.

سبب التسمية





ولعل السبب وراء تسمية تلك الطريقة في التربية باسم "قنديل البحر"، هو أن قنديل البحر يطفو طوال حياته ويميل لتجاوز الصعاب التي تواجهه، بنفس مبدأ الأب الذي لا يريد أن يقحم نفسه في مواجهات مع الأبناء.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه "هل هذه هي أفضل طريقة يمكن للوالدين اتباعها مع أبنائهم؟"، وهو ما سنجيب عليه بمزيد من التفاصيل في سياق السطور التالية، وفق إيضاحات العديد من الخبراء المتخصصين.

نمط "قنديل البحر" في تربية الأطفال


أوضح الخبراء أن هذا النمط يعتمد في الأساس على النظام المرن في التعامل بين الوالدين والأبناء، دون الدخول في مواجهات أو صدامات، بل على العكس، ربما تكون الدفة في الغالب بيد الأبناء، وليس العكس.
وأضاف الخبراء أن الأبناء الذين يُربُّون بتلك الطريقة يكون لديهم قدر كبير من الاستقلالية، ويغيب الروتين والنظام عن حياتهم في أمور كثيرة، فيما يعنى الوالدان بالاهتمام أكثر بالتواصل والتعاطف الإيجابي مع الأبناء؛ ما يؤدي على الأرجح إلى تولد ارتباط وتواصل من النوع الإيجابي، وتتحول العلاقة بين الأبوين والابن بمرور الوقت إلى علاقة صداقة في جوهرها.

دروس يمكن تعلمها من نمط "قنديل البحر" في تربية الأطفال


 
- هذا النمط قد يناسب عائلات بعينها، سواء أكان آباء أم أبناء، لكن ليس شرطا أن يكون مناسبا لجميع أو لباقي العائلات.
- من المهم مع تقدم الابن في السن أن يحصل على مساحة أكبر من الحرية والتصرف؛ لأن ذلك يسهم في تطور شخصيته.
- من المهم العمل من أجل التوصل لأرضية وسط تكون مفيدة للوالدين والأبناء في مختلف التعاملات بينهم.
- لا مانع من المزج بين نمط "قنديل البحر" مع طرق الأبوة والأمومة الحالية حين يتعلق الأمر بالواجبات المدرسية والنشاطات المختلفة، كما دروس البيانو أو دروس الكاراتيه، على سبيل المثال.

عيوب نمط "قنديل البحر" في تربية الأبناء





 
- لا يكون بمقدور الأبوين السيطرة على الأبناء.
- لا يكون بمقدور الأبوين وضع حدود للأبناء في المواقف الصعبة.
- يحظى هذا النمط بتأثير كبير على نمو الأبناء وعلى مهاراتهم المرتبطة بالتنظيم الذاتي.
- يمنح الأبناء قدرا كبيرا من الاستقلالية قبل أن يكونوا مستعدين لها.
- لا يكون لدى الأبناء الجاهزية الكافية لاتخاذ قرارات مدروسة.
- يخفق الأبناء نتيجة تربيتهم دون إرشادات وتوجيهات محددة في تنفيذ المهام التي توكل لهم.
- يتطور الأمر مع الأبناء ويصابون جراء ذلك بقلق، واكتئاب وقلة اعتماد على الذات.
google-banner
foochia-logo