أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية لأطفالنا في مختلف المجالات، ومنها الصحة والتعليم.
ومع ذلك، عندما يبدأ الطفل في قضاء وقت طويل أمام الشاشة، سواء كانت لتلفزيون أو هاتف أو حاسوب، يصبح الأمر مقلقًا للكثير من الأمهات.
لمساعدة الأمهات على إدارة هذا الجانب، بحيث يكون إيجابيًا ومفيدًا للأطفال، قام باحثون في أستراليا بتحليل أكثر من 2000 دراسة شملت أكثر من مليوني طفل لتحديد إيجابيات وسلبيات قضاء الأطفال الوقت أمام الشاشة.
ووجدوا أنه عندما يتعلق الأمر بالشاشات، فمن المهم مراعاة نوع المحتوى الذي يتم عرضه بدلاً من مدة عرض المحتوى.
وفي موجز بحثي نُشر في مجلة Nature Human Behavior، كتب باحثون في الجامعة الكاثوليكية الأسترالية: "وجدنا أن طبيعة التفاعل هي التي تهم. من الواضح أن المنصات الرقمية يمكن أن تكون مفيدة، وبوسعها تحسين النتائج التعليمية".
وأضافوا: "لكن المنصات الرقمية يمكن أن تؤدي إلى الضرر أيضًا، ووسائل التواصل الاجتماعي هي خير دليل على ذلك، فهي ترتبط بنتائج ضارة مثل الاكتئاب والسلوكيات المدمرة والإحباط عند الأطفال".
وشملت الدراسة وقت مشاهدة التلفاز، بالإضافة إلى الوقت الذي يقضيه الطفل في مشاهدة الأجهزة اللوحية والهواتف وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة الألعاب. ووجدت أن الأطفال الذين شاهدوا التلفزيون مع أحد الوالدين كانوا أفضل في القراءة والكتابة، مقارنة بأولئك الذين كانوا ملتصقين بالشاشات وحدهم.
ولم تذكر الدراسة المدة التي قضاها أحد الوالدين والطفل في مشاهدة التلفزيون معًا.
وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن مشاهدة التلفاز مع الوالدين قد تحسن درجات القراءة لأن الآباء غالبًا ما يحددون المحتوى الذي يشاهده الطفل، ما يزيد من احتمال مشاهدته لبرنامج تعليمي مفيد.
وأكد الباحثون أن الوالدين يطرحان أيضًا الأسئلة على الطفل حول البرنامج، ما يشجع الأطفال على التفاعل مع الموضوع والتعمق فيه أكثر.
ومع ذلك، لا تشجع الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال استخدام الوسائط التكنولوجية لمن تقل أعمارهم عن 18 شهرًا، ويحذر أيضًا الجراح العام الأميركي الدكتور فيفيك مورثي من أن الوقت "المفرط" أمام الشاشات يمكن أن يؤثر على نمو الدماغ ويسبب البدانة.