كثيرا ما نسمع في الآونة الأخيرة عن الجهود الحثيثة لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة في ترسيخ مكانة اللغة العربية في عقول وأذهان الجيل الجديد من خلال "حقيبة باء الإمارات" و"المشروع الوطني للقراءة" وغيرها من البرامج التعليمية الأكاديمية، وذلك نظراً لتدني مستوى اللغة العربية لدى الجيل الجديد وتفضيلهم للغة الإنجليزية للتواصل.
لكن هل يمكن للفن التشكيلي أن يكون له دور في النهوض بلغة الضاد؟
هذا ما بادر إليه الفنان التشكيلي والخطاط المصري وابن الإمارات، ضياء علم، الذي يشارك حاليا بحوالي 20 لوحة إبداعية تمزج بين الخط العربي والفن الحديث في لوحات فنية تجريدية ازدانت بها أروقة غاليريا مول خلال شهر رمضان، بالإضافة إلى قيامه بعرض حي لجدارية كبيرة خلال عيد الفطر. من خلال هذه الجدارية التي توسطت المركز التجاري، أراد بها الفنان محاكاة شكل مبنى الغاليريا باستخدام الخط العربي بأسلوب غاية في الإبداع والجمال.
ويقول علم: "اهتمامي بالخط العربي بدأ منذ طفولتي لشغفي باللغة العربية والخط العربي بشكل خاص، حيث لفت انتباهي التناغم الرائع بين الحروف العربية لعمل لوحات تفيض بالجمال والأصالة. لغتنا العربية لغة جميلة وغنية وينبغي أن نسهم نحن كذلك كفنانين تشكيليين في الرفع من شأن لغتنا الأم والحفاظ عليها لإعطائها المكانة التي تستحقها في المجتمع من خلال تشجيع الجمهور على تعلم الخط العربي".
وقد استلهم ضياء علم لوحاته من قصيدة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "اللغة الخالدة" التي تتغنى باللغة العربية، فأطلق الاسم نفسه على معرضه الحالي مستخدماً بعض الأبيات الشعرية البليغة المتضمنة في القصيدة لتشكيل لوحات فنية خرجت عن المألوف من حيث طابعها العصري والتجريدي المتميز.
ولم يمنع توجه الفنان الأكاديمي وعمله الأساسي كمهندس تخطيط مدن من إصراره على صقل موهبته الفريدة في الخط العربي والعمل على خلق أساليب جديدة ومبتكرة لتوظيفه، كما شارك الفنان بأطول جدارية في العالم في دبي والتي دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية، بالإضافة إلى مشاركته في مهرجان أم الإمارات هذا العام والعديد من الفعاليات الفنية المحلية الأخرى.