"الأزواج الأكبر في السن يستمتعون بالعلاقة الحميمة بشكل أكبر؛ لأنهم يعرفون ويدركون الفوائد العديدة التي يمكن أن تعود عليهم من وراء الجماع جسديا ونفسيا"بيانات إحصائية
تفاصيل كثيرة تنطوي عليها مسألة الرغبة الجنسية للنساء بعد سن الأربعين، حيث تطرأ على المرأة الكثير من التغيرات، التي تتسبب في حدوث تحولات لها على الصعيد الجسدي والهرموني، وهو ما نلقي عليه الضوء باستفاضة أكبر وفق آراء خبراء مختصين في السطور التالية.
احتمالية انخفاض الشهوة الجنسية
هناك فكرة سائدة تقول إنه عندما تتجاوز المرأة سن الأربعين، فإن تغيراتها الهرمونية تبدأ في القضاء على شهوتها الجنسية، ويبدأ التراجع لديها في هذا الجانب من هنا. وهذا شيء صحيح لأنه مع التقدم في السن تنخفض الخصوبة وتبدأ فترة ما قبل انقطاع الطمث ثم انقطاع الطمث.
هل معنى ذلك انتهاء الحياة الجنسية تماما؟
ليس ذلك بالضبط، وحقيقة ما يحدث هو أن الشهوة الجنسية النشطة لدى النساء تنخفض مع التقدم في السن، خاصة لو كُنَّ في علاقات زواج طويلة الأمد، علما بأنه لا يوجد سن محدد لبدء تراجع الشهوة الجنسية.
وسبق أن وجدت دراسة بحثية أن الرغبة الجنسية تتراجع لدى المرأة في الفترة ما بين الـ 55 و الـ64 عامًا.
فيما وجدت دراسة بحثية أخرى أن ما يصل لـ 40% من النساء فوق سن الستين تنخفض لديهمنالرغبة الجنسية بصورة واضحة.
وأرجع الباحثون ذلك إلى أن عدد مستقبلات الهرمونات الجنسية في الدماغ تقل مع الوقت وأنه حين تبدأ الهرمونات المسؤولة عن العلاقة الحميمة في الانخفاض، تنخفض الرغبة الجنسية أيضا.
كما نوه الباحثون للأعراض المزعجة التي تظهر غالبا في فترة ما قبل انقطاع الطمث وفترة انقطاع الطمث، مثل الهبات الساخنة، والقلق، وزيادة الوزن، وجفاف المهبل، ومشاكل النوم وغيرها من الأعراض التي تسهم بشكل أو بآخر في تعكير مزاج المرأة وعدم تهيئتها لممارسة العلاقة الحميمة.
لكن ما شدد عليه الباحثون في هذا السياق هو أن تلك التغييرات الهرمونية لا تعني بالضرورة زوال الرغبة الجنسية كليةً، وهو ما ينقلنا إلى النقطة التالية التي يجب على النساء معرفتها والعمل بها.
البحث عن المتعة لا يزال ممتعًا
العلاقة الحميمة هي عملية بيولوجية ونفسية واجتماعية، وهو شيء صحيح في أي عمر، سواء كان عمرك 19 أو 94 عامًا، وهو ما يعني أنه حين يتعلق الأمر برغبتك الجنسية، فإن هناك الكثير من العوامل التي تتحكم في العلاقة الحميمة بخلاف الهرمونات، وفي مقدمة هذه العوامل الطريقة التي ينظر ويتواصل بها الفرد مع الشريك، إذ ثبت أن لذلك دورا مؤثرا بشكل كبير.
وتابع الباحثون بقولهم إن من أهم الأشياء التي يتعين على الناس فهمها هو تصديقهم قدرتهم الفعلية على خلق تجربتهم فيما يخص العلاقة الحميمة، حيث يجب عليهم التأقلم مع فكرة التقدم في السن وفهم المتغيرات وما قد يستجد على الرغبة الجنسية ومن ثم التكيف وفق ذلك.
احتمالية تحسن هزات الجماع
أوضح الباحثون أن العلاقة الحميمة تتحسن دائما عند الشعور بارتياح تجاه نفسك ويكون لديك القدرة على التعبير عما بداخلك وعما يجيش به صدرك. فضلا عن امتلاك النساء الأكبر في السن القدرة على الاستمتاع بفائدة الوقت، وهو الوقت الذي يمكنهن تمضيته في صقل المهارات المطلوبة للدفاع عما يردنه ويحتجنه، بغض النظر عما يقال حولهن في المجتمع بشأن عامل السن.
وهناك بيانات إحصائية تشير إلى أن الأزواج الأكبر في السن يستمتعون بالعلاقة الحميمة بشكل أكبر؛ لأنهم يعرفون ويدركون الفوائد العديدة التي يمكن أن تعود عليهم من وراء الجماع جسديا ونفسيا.
كما سبق أن وجدت دراسة أخرى أجريت عام 2012 أن الرضا عن العلاقة الحميمة يزداد مع التقدم في السن، رغم ضرورة معرفة أن النشوة الجنسية ليست المقياس الوحيد (أو حتى الأكثر أهمية) لممارسة العلاقة الحميمة بشكل جيد، وأن ما يساعد على تعزيز الرضا الجنسي هو تشجيع الأزواج للتركيز على التواصل بشكل صحي وإدراك ما الذي يوفر لهم الشعور بالمتعة.