خلال أسابيع تحوّل غياب الأميرة كيت ميدلتون، عن الأنظار من مجرد موضوع يثير اهتمام المتابعين المتحمسين للعائلة الملكية البريطانية، إلى قضية تداول واسعة حول العالم.
ورغم تأكيد قصر كنسينغتون بأن عملية البطن التي أجرتها كيت، في شهر يناير الماضي، كانت مخططة مسبقًا وأنها ستكون بعيدة عن الأضواء حتى مارس الحالي، إلا أن عدة تفاصيل غريبة، مثل: الصورة المعدلة، ومعلومات طبية غامضة، وتحديثات غير منتظمة من العائلة الملكية البريطانية، أبقت الجمهور في حيرة.
وأدى "اختفاء كيت" كما يطلق عليه البعض في وسائل التواصل الاجتماعي، إلى انتشار نظريات مؤامرة غريبة ونكات ساخرة للغاية على منصات التواصل الاجتماعي، لدرجة جعلت الجميع يتساءل. وأعادت هذه النظريات العالم إلى حياة الأميرة الراحلة ديانا والصراعات التي عايشتها في زواجها وطلاقها حتى وفاتها.
محققون ونظريات
أدى ذلك لظهور مجموعة من المحققين الهواة في مواقع التواصل الاجتماعي، والذين قاموا بإنشاء جداول زمنية وتحليلات معمقة لتتبع تحركات أميرة ويلز على مدار الأشهر القليلة الماضية، بحسب تقرير لشبكة "cnn".
وخلط المحققون كما جاء في التقرير بين القلق الحقيقي ونظريات المؤامرة الغريبة، حتى أن بعض الأشخاص العاديين الذين يعملون أحيانًا كمتخصصين في تحليل صور الفوتوغرافية اقترحوا أن الصور الأخيرة لكيت مزيفة، ونسجوا نظريات حول مكان وجودها الحقيقي ومن يحاول التستر على "الحقيقة" في رأيهم.
تعليقات ساخرة
تعليقات الجمهور لم تخلُ من الطرافة والسخرية حتى في وسائل الإعلام العربية، واتخذت منحىً آخر في القضية، إذ ومنها: كيت خضعت لعملية تجميل للأرداف!، ربما قصت شعرها بطريقة سيئة وتختبئ إلى أن ينمو! ربما تحاول استعادة رشاقتها، أو عملية تجميل أنف وغيرها.
إلا أن الأمور بدأت تزداد جدية وخروجاً عن السيطرة، خاصة عندما تم سحب صورة كيت وأولادها لاحقًا من قبل وكالات الأنباء العالمية.
وبالرغم من أن وسائل الإعلام البريطانية عادة ما تكون جادة في طرح أسئلة أكثر حدة. سخرت البرامج الأمريكية وبعض وسائل الإعلام الأوروبية مما أسموه "الفوضى الملكية"، حتى أنهم طرحوا نظريات المؤامرات السابقة.
ردود غير واضحة من القصر
وعلى مدار الجدل بأكمله، كانت المعلومات الرسمية الصادرة من القصر الملكي البريطاني، وهو المقر والمكتب اللندني للأميرين ويليام وكيت، غير واضحة كما جاء في تقارير عالمية.
فمثلا وعند انتشار شائعات غياب الأميرة ومرضها، قام القصر بخطوة نادرة بالرد على تقارير غير مؤكدة عن حالة كيت، وذكره للعملية في البطن.
في الوقت ذاته، لم يرد القصر على طلبات للحصول على نسخة غير معدلة من صورة عيد الأم، ولم يقدم المزيد من المعلومات حول مكان وجود كيت، ولماذا تم سحب الصور من وسائل الإعلام.
آخر التطورات
وخلال الساعات الأخيرة، أعلنت وسائل الإعلام البريطانية، بالتزامن مع الشائعات التي تستهدف الأميرة كيت ميدلتون منذ إجرائها عملية جراحية، في شهر يناير الماضي. بأنه تم إخطار وحدة إنتاج الأحداث في شبكة "bbc"، بالبقاء في حالة تأهب لإعلان "مهم للغاية" من العائلة المالكة "في أي لحظة" في أعقاب الأزمة الصحية الحالية لكيت.
ورجح مطلعون أن تتحدث كيت علنًا، عندما تقوم بجولة ملكية، تلتقي من خلالها الجمهور بشكل مباشر.
وذكرت صحيفة "صنداي تايمز" اللندنية أيضًا، أن الأميرة ستشارك المزيد من التفاصيل بشروطها الخاصة خلال مشاركة عامة.
وأضاف المصدر "إذا كانت ستفعل ذلك، فهذه هي الطريقة التي ستفعلها بها"، مؤكدًا أن الزوجين يرغبان في الشفافية ولكن لن يتحدثا إلا عندما يشعران بالاستعداد.
حول سياسة التعتيم
مارك بوركوفسكي، خبير العلاقات العامة واتصالات الأزمات البريطاني الشهير، قال في تصريح لمجلة People، إن ثقافة الصمت طويلة الأمد التي تتبعها العائلة الملكية لا تفيدهم بأي حال من الأحوال، عندما يتعلق الأمر بإخماد المؤامرات حول غياب كيت.
وقال بوركوفسكي: المشكلة الآن هي أنه لا يوجد سوى القليل من المعلومات حول ما يحدث لكيت، وإذا كانوا سيحاولون إظهار أن الأمور طبيعية على هذا النحو - من خلال صورة يعتبرونها الآن مزيفة - فهذا يدين تمامًا الارتباك وسوء اتخاذ القرار الذي يحدث.
أما شقيق الأميرة الراحلة ديانا، تحدث لـ"بي بي سي" وقال، إن الأمور كانت أكثر خطورة في الماضي.
وكشف شقيق الأميرة حول التكهنات الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وقال إنه يعتقد أن الظروف المحيطة بوفاة شقيقته كانت "أكثر خطورة" من "عالم المؤامرات على الإنترنت" في الوقت الحالي.