باسم يوسف: حواري مع بيرس مورغان "انتحار".. وهذا سر انتشاره

فيديو
زكية كردي
11 نوفمبر 2023,7:17 ص

جاء حضور الإعلامي المصري باسم يوسف، مساء الجمعة، في "معرض الشارقة الدولي للكتاب" جماهيرياً، ملقياً الضوء على تجربته في الكتابة من جهة، وظهوره مع الإعلامي البريطاني بيرس مورغان من جهة أخرى.

وخلال المساحة الحوارية "أدب وحوار"، التي حاوره فيها الإعلامي أنس بوخش، تحدث يوسف عن لقائه الشهير مع مورغان، وعن الحيوات التي عاشها متتبعاً خط سير رغبته بالتعلم والتنقل ما بين شخصية وأخرى، منفتحاً على الاختلاف الذي اختاره موضوعاً لكتابه الموجه للأطفال بعنوان "نادية"، والذي وقّعه لجمهور المعرض.

السر كان في كسر الإيقاع

وعن لقاءيه الشهيرين مع الإعلامي بيرس مورغان، اللذين أخذا صدىً كبيراً على مستوى العالم، مؤخراً، وكيف حضّر نفسه لهما، قال: "في البداية عندما كلمني معد البرنامج، رأيت أن هذه المواجهة تشبه الانتحار بالنسبة لي، فاعتذرت مرتين، ثم قررت أن أطّلع على البرنامج بدافع الفضول، فاستفزني ما كان يُقدم من تشويه للحقائق، ولهذه الأسباب وجدت نفسي مندفعاً للرد، فقبلت الظهور عند دعوتي للمرة الثالثة، وقررت ألا يكون حضوري بالطريقة المتوقعة، لأن الناس يصرخون في مقابلات مورغان رداً على استفزازه لهم.

وأضاف يوسف: "كونت ثلاثة فرق لجمع المعلومات من الباحثيين الأكاديميين، وكنت أعمل بجهد لأحضر نفسي، كوني سأظهر لأشرح قضية مفهومة بشكل خاطئ في الغرب، وهنا وجدت أن علي أن أكسر الإيقاع المعتاد والمشحون، وألا أمنحه المساحة لقول كل ما لديه، لذلك اضطر أن يترك لي مساحتي، وعرفت حينها كيف أتحدث وأوصل فكرتي إلى العالم".

وأشار يوسف إلى أنه تعلم من المقابلتين، على المستوى الشخصي، أهمية أن يتخلص المرء من تأثير الإيغو الخاص به، وكيف يمنح الآخر مساحته، وأن تضع نفسك مكانه لتتمكن من فهم وجهة نظره والتعامل معها بهدوء.



عشت خمس حيوات

وعن تنقله بين مجالات عدة وتميزه فيها، وعن نهوضه من جديد بعد الاختفاء، قال نجم برنامج "البرنامج" عن تنقله ما بين مهنته الأساسية كطبيب جراح، إلى الإعلام، إلى تقديم عروض الـ"ستاند آب كوميدي" باللغة الإنجليزية في أمريكا، ومن بعدها الانتقال إلى الكتابة أخيراً، قال: "عشت خمس حيوات، ولم تكن التجارب سهلة، ولم تكن النقلة إلى تقديم العروض في أمريكا مرضية في البداية، لكنني كنت أركز على الجزء الذي أمامي، ولم أكن أتصور قبل عشر سنوات أن أفعل هذا الشيء".

وأضاف أن ما ساعده في تجاوز الصعوبات أنه لم يحظى بالشهرة في عمر مبكر، بل عند وصوله سن الـ38، وهو الأمر الذي جعله يتعامل مع الشهرة بموضوعية، ليبقي قدميه على الأرض، ملمحاً إلى أن الشهرة تعد مشكلة بالنسبة للشبان الصغار، لأنه يلاحظ تأثيرها السيىء على شخصياتهم وتوازنهم النفسي.

"نادية" يثبت أن الاختلاف قوة

عن موضوع كتابه "نادية"، بيّن باسم أن وكيل أعماله هو من اقترح عليه فكرة كتاب للأطفال، يتعلق بالهوية والتعامل مع الاختلاف على أنه ميزة لا مصدر ضعف، وقال: "استوحيت الفكرة من حكاية "علي بابا" وأسميت بطلة القصة "نادية" على اسم ابنتي، ووضعته في ظرف مشابه، متخيلاً أنها تعيش ظرفاً تعاني فيه من التنمر كونها تعيش في بلد غير بلدها، إلى أن تحصل على القلادة السحرية من وطنها الأم، فيحقق لها المارد عدداً من الأمنيات قبل أن تتحرر، وفي هذه التجربة يساعدها، فيأخذها كل مرة في رحلة عبر التاريخ، لتعرف أكثر عن هويتها، لتدرك أن الاختلاف بين البشر ميزة وليس شيئاً سيئاً".



جيلنا كان فاصلاً بين عالمين

وفي وقفة للحديث عن أهمية العلم والتعلم، أكد يوسف أن الرغبة في التعلم هي وقود الاستمرار بالنمو لدى الإنسان، وقال: "جيلنا كان فاصلاً بين عالمين مختلفين، لهذا كان علينا أن نتعلم من أخطاء الجيل القديم، والتعلم أيضاً من الجيل الجديد، وعلينا أن نتخلص من الغرور، فطالما أنك تفتح قلبك وعقلك لتتعلم ستبقى يافعاً".

وعن القراءة ومكانتها لدى الجيل الجديد، طالب يوسف الجيل الجديد بأن يكون أكثر مرونة، معتبراً أن وسائل المعلومات تؤدي مهمة واحدة، وكل شخص يختار الطريقة التي يفضلها للمعرفة، سواء كانت كتاباً أم بودكاست، أم فيديو. وقال: "من الضروري تشجيع الأبناء على القراءة من خلال المديح والتشجيع والابتعاد عن النقد".

وأشار يوسف إلى أنه يحب أن يقرأ ويشاهد قصص التاريخ، وأوضح: "الناس يقولون إن التاريخ يكرر نفسه، لكن الحقيقة أن البشر يكررون أخطاءهم".

فرصة للتعلم

وعما يمكن أن يأخذه معه من هذا العام، بين يوسف: "بعد المقابلة الثانية، أرسلت لمورغان وشكرته، لأنه أعطاني الفرصة لأدفع نفسي إلى التعلم، ولأكون في هذه المواجهة، أما الأمر الآخر فهو أنني تعلمت أن أفتح قلبي وعقلي، وأن أضع نفسي مكان الآخر لأتمكن من تفهم الاختلاف، وأيضاً الصبر، ووقتها الدنيا سوف تأتيك وحدها".

google-banner
foochia-logo