نفى المدير التنفيذي لمهرجان جرش للثقافة والفنون، أيمن سماوي، تأثير غياب نجوم الغناء الجماهيريين، في نجاح الدورة الثامنة والثلاثين من المهرجان الذي ينطلق اليوم الأربعاء، حاملاً "ويستمر الوعد"، مبيناً في حواره مع موقع "فوشيا" أن دورة العام الحالي من المهرجان، تضم برنامجاً شاملاً يراعي مفردات الفن والثقافة والفكر والفلكلور.
وأكد سماوي، أن دورة هذا العام من "جرش"، تسير وفق خطين متوازيين، الأول: الاحتفاء باليوبيل الفضي لتولي الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية، والثاني: الضامن مع أهالي قطاع غزة بوجه جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي.
إغلاق المسرح الجنوبي
وبين أن قرار إغلاق المسرح الجنوبي، الأكثر جماهيرية بين مسارح المهرجان، لن يؤثر في نجاح المهرجان أو شعبيته بين الجمهور والفنانين، الذين ما زالوا يعتبرون "جرش" في مقدمة المهرجانات العربية الموازية.
ورفض سماوي التطرق إلى جدول المهرجان الأولي، والذي ضم أسماء بارزة في عالم الغناء، مبيناً أن الفنانين الأردنيين والعرب الذين تم الاعتذار منهم، عن إلغاء جدولة الحفلات هذا العام، بسبب الأوضاع المأساوية التي يعيشها أهالي قطاع غزة، تفهموا الأمر، وأكدوا تفهمهم لقرار المهرجان الذي يمثلهم شخصياً.
وحول إمكانية عودة النجوم أنفسهم إلى دورة العام المقبل، أكد سماوي، أن لكل دورة ظروفها وتوقيتها، مرحباً بكل فنان حقيقي للغناء في "جرش"، إلا أنه استطرد: لا أستطيع تأكيد حضور أي فنان منذ الآن، وعندما سنبدأ التخطيط لدورة العام المقبل، يجب أن نعي إلى أين ستسير الأمور.
ليس مهرجاناً غنائياً
وأكد سماوي، أن "جرش" ليس مهرجاناً غنائياً وحسب، بل مهرجان متكامل يقدم عروضه الثقافية والفنية والفلكورية على سبعة مسارح، تستحق تسليط الضوء عليها، فهو يقيم أمسيات شعرية يشارك بها شعراء كبار من الأردن والعالم العربي، كما ينظم مهرجان المونودراما المسرحي، بمشاركة 10 دول عربية، والمؤتمر الفلسفي بمشاركة أكاديميين وباحثين من مختلف أرجاء العالم العربي،
عدا عن سمبوزيوم للنحت وملتقى للفن التشكيلي، فضلاً عن الندوات الفكرية، التي تحتفي بإنجازات الملك عبد الله خلال ربع قرن، والموجهة إلى طلاب الجامعات الأردنية من الشباب، إضافة إلى مؤتمر تحولات القصة القصيرة، بمشاركة قاصين أردنيين وعرب، تتوج بتوزيع "جائزة خليل قنديل للقصة القصيرة".
وأشار سماوي إلى أنه من الظلم اقتران "جرش" بالحفلات الغنائية فقط، مشدداً أن المهرجان يتوجه بفعالياته نحو العائلة بمختلف أعمارها وتنوع أذواقها، ويرحب بزوار المهرجان من سياح ومغتربين وضيوف.
بين دعمين
يؤشر سماوي على أهمية إقامة المهرجان، لما يمثله من فرصة لدعم أبناء المجتمع المحلي، الذي ينتظرونه من العام إلى العام، لعرض منتوجاتهم الحرفية أمام زوار المهرجان، فالمهرجان يعتبر سوقاً عالمياً كبيراً، يؤمه الزوار من مختلف أنحاء العالم، وهم يجدون فيه متنفساً لإبداعاتهم، وبالوقت ذاته هو مصدر دخل لأعمالهم الحرفية.
أما الدعم الآخر هذا العام، فيتوجه إلى أبناء قطاع غزة، حيث يخصص المهرجان مصادر ريعه لهم، كما يضع صناديق تابعة للهيئة الخيرية الهاشمية، يمكن لزوار المهرجان تقديم تبرعاتهم فيه، وتتولى الهيئة بدورها نقل التبرعات ضمن اختصاصها.
وتشارك في المهرجان، مجموعة فعاليات فنية وثقافية وفلكلورية من فلسطين، مثل الشاعر الدكتور عبد الله عيسى، والفنانة سناء موسى، و"فرقة صول" القادمة من قطاع غزة. ولعيسى الحاصل على شهادة الدكتوراة في الأدب، له مشاركات في النقد والدراسات، ومجموعات شعرية أحدثها "سماء غزة.. تلال جنين".
فيما تعرف الفنانة سناء موسى بلقب "دكتورة الأغنية الفلسطينية" لحصولها على شهادة الدكتوراة في الأعصاب من جهة، ولكونها تعرف من خلال صوتها بالأغاني الفلكلورية والتراثية الفلسطينية، وتنقله للأجيال الجديدة وخاصة للمغتربين منهم.
فيما تواصل فرقة "صول" دورها التعريفي بالقضية الفلسطينية، وتحتفي بالجرح الفلسطيني ونداء النكبات الذي يصل صداه إلى أبعد مدى، عن طريق الكلمة واللحن والأشجان والصوت الحنون، والذي يغدو أقوى من أيّ صوت، ويتخلل إحساسنا بكل هذه الآلام، والفرقة ستقدم خلال حلفها في المهرجان، مجموعة أغنيات تم تأليفها خصوصًا، أثناء العدوان الجاري حالياً على قطاع غزة، ومنها أغنية "أولادي عصافير الجنة".
كما يحتفي المهرجان بإرث الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، من خلال ندوة استعادية يشارك بها الفنان اللبناني مارسيل خليفة، والفلسطينيان: الموسيقي وسام جبران والأكاديمي جواد بولس، والناقد الأردني فخري صالح، وتديرها وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار.
