انطلقت فكرة "متحف آرمات عمان"، الذي يتخذ من وسط العاصمة الأردنية القديم مقرًا له، من شغف صاحبه غازي خطاب بالخط العربي، الذي كان يمارسه من خلال تأمله بالعديد من اللافتات المنتشرة في شوارع المدينة. من هنا جاءت الفكرة لافتتاح متحف يحفظ تاريخ عمان عبر هذه اللوحات الفريدة.
يقول خطاب لموقع "فوشيا"، أن بداية فكرة تأسيس المتحف، تمثلت في المحافظة على تاريخ المدينة عبر إنقاذ هذه اللوحات من الضياع، مشيرًا إلى أن كل لوحة تحمل حكاية خاصة بها، ويضيف: نعمل على جمع اللوحات من أماكن كانت مهددة بالاختفاء، مثل عيادات أغلقت بعد وفاة أصحابها، ونحن حريصون على إحياء هذه اللوحات وعرضها في المتحف.
يشير خطاب إلى أن بعض اللوحات الإعلانية القديمة، أثرت فيه على نحو خاص، ويبين: كل لوحة تحمل قصة، ولكن بعد التفاعل الكبير من الناس مع بعض اللوحات التي لم أكن أدرك قيمتها الفنية، بدأت أراها من منظور إنساني أعمق، أحياناً كنت أطلق على بعض اللوحات لقب "اللوحة الناقصة"، لأنني لم أكن أعرف تاريخها، ومن القصص المؤثرة أن إحدى الزائرات تعرفت على لوحة محل والدها في المتحف.
ومن بين القصص التي رواها خطاب، قصة لوحة فندق "حيفا"، التي كانت معلقة وسط مدينة عمان على أقدم بناية في وسط البلد، مؤكداً أن أحد الأشخاص الذين عملوا في الفندق خلال السبعينيات كتب على اللوحة عبارة تحمل دفء وحنين: دفء عمان يغطيهم.
عند دخولك "متحف آرمات عمان"، تجد آرمات تعود إلى جذور عائلات شركسية وأرمنية وسورية وفلسطينية، وهذا يعكس روح عمان الجامعة لمختلف الثقافات العربية، ليكون المتحف شاهداً على التاريخ السياسي والفني والمجتمعي للمدينة.
