عن الوصية التي تركها الشاعر كريم العراقي بخصوص أعماله، وعن علاقته الممتدة والمستمرة بقصائده، وعلاقته بالفنان كاظم الساهر، وحلم "جلجامش" الذي مات ولم يره يتحقق، تتحدث ضفاف كريم العراقي في هذا اللقاء مع "فوشيا".
أكدت ضفاف أن والدها لم يترك أية وصية بخصوص أعماله، أو ما يتعلق بحقوق النشر، وقالت: ليست هناك وصية، لكنه كان يثق بي دائماً فيما يتعلق بأعماله، وكان يحتفظ بالمسودات عندي، حتى تلك التي لم تكتمل بعد، لهذا شعرت أنها وصية غير مباشرة.
وعن علاقته الممتدة بأعماله، ورغبته بالرجوع إليها وتعديلها وإن بعد زمن، قالت: أعتقد أن علاقة أبي بقصائده تبدو وكأنه يشعر بأنه حديقة تحتضن هذه الأشجار، فيستمر بالرجوع إليها وإن بعد زمن، إذا شعر أن هناك بيتاً أو مقطعاً يمكن إضافته، لهذا تستمر أعماله بالنمو والحياة، هذا بالإضافة إلى عنصر الصدق الأهم في أعماله والذي يجعلها تعيش في وجدان الناس.
أما حكاية حلم ملحمة "جلجامش" الذي رحل قبل أن تخرج للنور، بعد أن انتظرها عشرين سنة، والتي كان يعمل عليها ويعدّل فيها وهو على سرير المرض، كما ذكر الفنان كاظم الساهر في لقاء سابق وهو شريكه في هذا المشروع، فأوضحت: كتبت هذه الملحمة منذ سنوات طويلة، وكان من المقرر أن تكون مسرحية، ثم ارتأوا أن تكون فيلماً، وتغير مصير هذا العمل مرات عدة على مدار عشرين سنة، وللأسف لم يرَ النور بعد، لكن المشروع لا يزال قائماً.
وأخيراً عن ارتباط اسم كريم العراقي بصديقه كاظم الساهر، وعن حقيقة احتكار الأخير أعمال والدها، أجابت: "ربما لأن القصائد التي غناها الساهر أخذت الحيز الأكبر من الشهرة وأحبها الناس، ظن البعض أن هناك احتكارا بينهما، لكن الحقيقة ليست كذلك، فقد تعاون والدي مع عشرات الفنانين، خاصة في البدايات، ولديه قصائد مغناة غير معروفة، وهي الأقرب إلى قلبي لأنني أتذكر الظروف التي كتبت فيها، خاصة وأنه كتبها في بيت العائلة وارتبطت بقصص معينة، لهذا عندما أسمعها أستحضر هذه الذكريات معها".