تجربة مثيرة، قد تحول منطقة وادي رم في الأردن إلى مقصد للعرسان الذين يبحثون عن أجواء مختلفة وغير تقليدية للاحتفال بزواجهم، فعلى أنغام تراثية أردنية، وفي أجواء الطبيعة الساحرة التي يتميز بها المكان الذي يقع في جنوب الأردن، أقيم حفل زواج فتاة أردنية وشاب أمريكي يعملان في مؤسسة دولية في تركيا.
الفتاة هي رزان صادق عبد الحق ابنة شقيق الناشر الذي كان حاضراً ضمن 400 مدعو أردني وأمريكي من أقرباء العروسين، أما العريس فهو السيد كورتني الذي عاش في الأردن زمناً قبل أن ينتقل لتركيا ويتعرف على عروسه هناك.
زفة العروس ككل فقرات العرس لم تكن تقليدية، حيث تم استحضار أجوائها من حياة البداوة، فطلت العروس على المدعوين من بعد وهي على ظهر جمل يمشي الهوينا فيما ينتظر العريس بين الحشد الذي تجمع في الهواء الطلق لاستقبال العروس عند وصولها لمكان الاحتفال.
المدعون الأمريكان بدوا أكثر حماساً لأجواء الاحتفال من نظرائهم الأردنيين فكل شيء بالنسبة لهم كان مختلفاً، ورغم حاجز اللغة فقد انخرطوا في أجواء الغناء الأردني بشكل أضفى على المناسبة طابعاً مرحاً.
الاحتفال استقطب اهتمام وسائل الإعلام العربية والأجنبية التي وجدت فيه نموذجاً للتعايش بين الثقافات والحضارات، ورداً عملياً على دعوات التعصب والانغلاق.
العروس ارتدت ثوباً أبيض وسارت حافية القدمين من المكان الذي نزلت فيه عن ظهر الجمل إلى مكان الاحتفال، فيما ارتدى المدعوون خليطاً متنوعاً من الأزياء الرسمية، الذين فوجئوا أنها لم تكن متناسبة مع أجواء الاحتفال ولا مع طقوسه.
وبعد الاحتفال الذي استغرق عدة ساعات في أجواء الطبيعة الساحرة، وتخلله كلمات أهل وأصدقاء العروسين وقراءات من الشعر والأقوال المأثورة.
انتقل الجمع إلى خيمة الطعام حيث قدمت لهم وجبة دسمة من الأكلات المعروفة في المنطقة والتي يطلق عليها "زرب "، وهي عبارة عن لحم مطبوخ ببهارات خاصة، في آنية فخارية مدفونه في الرمال وفوقها كميات من الحطب الذي يظل وهاجاً لعدة ساعات تحت التراب وهي مدة كافية لكي ينضج اللحم على نار هادئة.
يبقى أن نقول أن العروسين نجحا في جعل عرسهما مناسبة عامة يتذكرها كل من شهدها لتسجل في تاريخ الأردن والمنطقة على أنها مناسبة من خارج السياق وخلاف المألوف.