في أيامه الأخيرة، ورغم قسوة المرض والألم، كان يُصر الشاعر الكبير كريم العراقي على أن يبتسم للحياة، وكان يحرص على أن يقضي الوقت مع ابنته الأقرب إلى قلبه، كما تخبرنا ضفاف كريم العراقي في هذا اللقاء الخاص بـ "فوشيا".
عن ذكرياتها الأخيرة عن والدها ومعه، أوضحت ضفاف أنه حتى عندما اشتد عليه المرض، كان يضحك ويمازح من حوله، وقالت: في آخر أيامه شاهدنا فيلمًا معًا، إذ كان يحب الفنانة شادية، وقتها فتحت التلفزيون فوجدتهم يعرضون فيلماً لها فشاهدناه معاً وتحدثنا بعدها، وقبلها في عيد ميلادي قضينا يوماً جميلاً برفقة بعضنا والتقطنا الصور، كان صبوراً جداً وحاول أن يعيش بشكل طبيعي حتى النهاية، رغم أنه كان قليل الكلام إلا أنه كان يحاول أن نتشارك اللحظة.
وأضافت: هو حاضر في الكثير من التفاصيل والمواقف والأشخاص، أتذكر دائماً ماذا قال بشأنها، أو أتساءل ماذا كان ليقول؟ ليست مجرد ذكريات بل هي مستمرة وموجودة.
عن الأصدقاء الذين حرصوا على البقاء على تواصل مع كريم في أيامه الأخيرة، قالت: كثيرون هم الأصدقاء والأقارب الذين بقوا على تواصل معه في فترة مرضه، وإن هاتفياً حيث كانت الزيارة صعبة، وهو كان من الصعب عليه أن يستقبل أحداً، وحتى الحديث كان صعباً عليه في أيامه الأخيرة، لكنهم بقوا على تواصل حتى بعد وفاته تلقيت الكثير من الكلمات الطيبة والمحبة، من أشخاص لا أعرفهم حتى، وتمنيت لو أنه يرى هذه المشاعر الجميلة التي تركها، والصدق الذي بقي له في قلوب الناس.
ولفتت إلى أن طبيبة نفسية استطاعت أن تنتزع الكلام والبوح من الشاعر الكبير في فترة مرضه، عن هذه الطبيبة، قالت: كانت صديقتي ورافقتني لزيارته لنقضي يوم عيد ميلادي معًا، لكنها استطاعت أن تخطف اهتمامه وتدفعه للتحدث معها، حتى نسي عيد ميلادي واستغرق في الفضفضة، لكنني سعدت بالأمر لأنه كان بحاجة لمثل هذا.