يعد الانزلاق الغضروفي من أكثر أمراض العمود الفقري انتشارًا، ويعود ذلك إلى نمط الحياة المعاصر الذي يعتمد على الجلوس أكثر من الوقوف، وإلى أسباب أخرى، كزيادة الوزن وحمل الأثقال، وأحيانًا إلى الحركات المفاجئة التي قد تسبب التفاف العمود الفقري بطريقة خاطئة، ذلك بحسب ما أشار إليه الدكتور يحيى رسلان، اختصاصي تقويم العمود الفقري في عيادة البراء في دبي.
وأضاف: "قد يصاحب الانزلاق الغضروفي أعراض خفيفة أو قوية، تعتمد على حجم الانزلاق، وعلى حجم الأعصاب، أو النخاع الشوكي المتضرر من ذلك الانزلاق. وفيما يتعلق بالأعراض البسيطة، فهي تبدأ بآلام في الظهر أو الرقبة، ويمكن أن يتطور الألم ويصل إلى الرجل ومن ثم إلى القدم والأصابع، وهنا قد يشعر المريض ببعض التنميل والخدر نتيجة الضغط على العصب، واذا استمر الألم يُفقد العضلات قوتها، ويمكن أن يتطور إلى ضمور في العضلات".
كما أشار الدكتور يحيى، إلى أن إهمال الانزلاق الغضروفي يؤدي إلى زيادة الآلم، ويمكن أن ينعكس سلبًا على العضلات ويفقد الطرف المصاب قدرته على أداء وظائفه، وفي حالات متقدمة، قد يضطر المريض للذهاب إلى لمستشفى.
وفيما يتعلق بالعلاج، يوضح الدكتور بأن علاج الانزلاق الغضروفي إما جراحيًا أو غير جراحيّ، وهذا الموضوع يبقى موضوع نقاش بين الأطباء، خاصة في حالة تقدم الحالة المرضية، والقرار الجراحي يبنى على ثلاثة أسس: أولها أن يفقد المصاب القدرة على التبول والتبرز، وثانيها أن يكون المريض قد فقد وظائف الطرف المصاب، وثالثها انخفاض عتبة الألم وعدم قدرة المريض على التحمل، وما دون ذلك غير جراحيّ.
ويتابع في حالة عدم الجراحة، يخضع المريض بناءً على توجيه الطبيب للمعالجة الفيزيائية، وهي حل جيد يُفيد في إرخاء العضلات. ولكن إعادة الغضروف إلى مكانه هو مهمة تقويم العمود الفقري، وهو بديل الجراحة، حيث يتم من خلالها إعادة الغضروف إلى مكانة بعد إجراء صورة رنين مغناطيسي، وتحديد زوايا موضع الغضروف والعصب الذي يضغط عليه. ومن ثم يمكن اللجوء إلى استخدام آلات متخصصة بزوايا معينة، للضغط بشكل رجعي أو عكسي على الغضروف، وبمساعدة يد الطبيب، لتحريك الفقرات وإعادتها إلى مكانها.