يحتفل العالم بإنجازات النساء وإسهاماتهن التاريخية في تطور وتقدم المجتمعات في شهر آذار من كل عام، بعضهن غيرن مجرى التاريخ، وأخريات أثّرت اختراعاتهن في تقدم العلوم والتكنولوجيا والإنترنت، وكنّ مصدر إلهام لعدد كبير من الأشخاص حول العالم.
نبدأ بأول عالمة ذرة عربية، المصرية سميرة موسى (1917-1952) حصلت على ماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات، ودرجة الدكتوراه في الأشعة السينية وتأثيرها على المواد، اقتحمت المجال العلمي والطبي وكانت عضواً في عدد من اللجان العلمية المتخصصة وعلى رأسها "لجان الطاقة والوقاية من القنبلة الذرية" في مصر.
في عام 1952 أرسلت لها جامعة سانت لويس في أمريكا دعوة لعمل أبحاث نووية في معاملها العلمية، واستجابت لها الدكتورة، وقبل عودتها إلى مصر بأيام دُعيت لزيارة معامل نووية في كاليفورنيا وفي طريقها ظهرت لها سيارة نقل صدمت سيارتها لتُلقِ بها في وادٍ عميق وتموت.
خبراء ومراقبون أكدوا أنها عملية اغتيال من قبل "الموساد" لأن سميرة كانت تحاول إفادة بلدها مصر والوطن العربي من علمها النووي.
من أشهر أقوالها أنها كانت تتمنى "أن يكون علاج السرطان بالذرة مثل الأسبرين".
هيدي لامار (1914-2000)
ممثلة أميركية من أصول نمساوية، كانت من نجوم شركة "مترو غولدوين ماير" بالإضافة إلى أنها عالمة رياضيات ومخترعة.
ساهمت في تطوير نظام القفز الترددي للاتصالات أثناء الحرب العالمية الثانية، الذي ساعد الجنود في التواصل، اختراعها هذا كان أساسا لاختراعات حديثة مثل "البلوتوث والواي فاي وجي بي إس"، توفيت في ولاية فلوريدا في 19 يناير 2000، عن عمر 86 عاما، بعد فقدان أصدقائها الاتصال بها وجدوها متوفاة داخل منزلها وعلى سريرها، شخّص الأطباء حالة وفاتها بنوبة قلبية.
ماري ويلكس (1937- 2020)
مهندسة وعالمة حاسوب أميركية، هي أول شخص في العالم كان لديه حاسوب منزلي، وساهمت في اختراع وتطوير أول أنظمة تشغيل الحاسوب المنزلي وبرمجتها.
بهيجة حافظ (1908-1983)
رائدة سينما مصرية وكاتبة سيناريو ومؤلفة موسيقية وهي أول من أدخل الموسيقى التصويرية للأفلام المصرية، تشير تقارير إلى أنها كانت من أهم النساء العربيات اللواتي عملن على إعلاء شأن المرأة في المجتمع المحافظ وصنعن من السينما مهنة مرموقة ينضم إليها الجميع.
عاشت بهيجة مع أسرة أرستقراطية مُحبة للموسيقى وهم من علموها عزف البيانو منذ صغرها، لكنهم فور دخولها عالم صناعة السينما اعترضوا على نجوميتها ولمعان اسمها حتى تبرأوا منها، وتوفيت وحيدة طريحة فراش المرض في بيتها، واكتشف الجيران وفاتها بعد يومين، قيل إن جنازتها غاب عنها أهل الفن والصحافة التي شغلتهم طوال حياتها.
زها حديد (1950-2016)
مهندسة عراقية تحمل الجنسية البريطانية، تميزت بأسلوبها المعماري الخيالي، وعارض تصاميمها عدد كبير من المهندسين الرجال حول العالم، لغرابتها وصعوبة تنفيذها.
لكنها أثبتت جدارتها بقوة في مجال الهندسة واختيرت كرابع أقوى امرأة في العالم، أنجزت عددا كبيرا من مشاريع عالمية مثل مركز روزنتال للفن المعاصر في أميركا وقاعة العقل بقبة الألفية في لندن ودار أوبرا في الصين وجسر الشيخ زايد في أبوظبي.
