يحيي حفل اليوم عندليب الفن، أو كروان الشاشة، أو شمعة الغناء، هكذا هي شاكلة الألقاب الكثيرة التي تحيط بممثلين ومغنين كثر، معظمها غير معلومة المصدر، وحتى أصحابها كثيرا ما ينكرون مصدرها الحقيقي، ملصقينه في كثير من الأحيان بالجمهور، أو يبقى منسوبا إلى "فاعل مجهول"، لأن معظم هذه الألقاب يتم الإلحاح عليها في سياق دعائي ترويجي.
فعلى غرار نظام الرتب العسكرية ابتدع الفنانون رتبا خاصة بهم يقضي كل واحد منهم فترته في الخدمة الفنية ليحصل أخيرا على وسام الترقية واللقب المنشود.
حياة الفنان تبدأ مع أول دور ثانوي له في الدراما أو الغناء يتخرج بعدها بأفضل حال برتبة موهوب.
يقضي بعدها الفنان وقتا طويلا باحثا عن فرصة يتفرد بها بدور البطولة.
خلال هذه الفترة يسعى كل فنان لاعداد وتحضير ونقش اللقب الذي سيحفر اسمه فيما بعد بعقول جماهيره.
ومع اللحظة الأولى لحصوله على الدور المنشود يتبوأ الفنان عرشه ويقلد نفسه اللقب الذي لطالما حلم به.
ملك أو ملكة هو الأكثر جاذبية للفنانين والفنانات الموجودين حاليا على الساحة، حيث تحمل ميريام فارس لقب ملكة المسرح واليسا لقب ملكة الإحساس، بينما تحتكر أحلام لقب"الملكة"وترفض أن يقاسمها أحد إياه على الرغم من محاولة أصالة فعل ذلك، في المقابل يتشارك أكثر من فنان على لقب الملك الإحساس من بينهم وائل كفوري، ووائل جسار، والقائمة طويلة.
الصراع على الألقاب ليس بجديد، ولكن الفرق بين القاب اليوم والأمس، هو أن فناني اليوم هم الذين يختارون بأنفسهم اللقب الذي يحبونه، بينما في الماضي كانت الصحافة والنقاد هم من يختارون للفنان لقبه استنادا الى موهبته و"الكاركتر" الذي اشتهر به.
والأكثر غرابة أن ازدحام فلك الفن بالكثير من الألقاب اضطر البعض للذهاب إلى أبعد مما هو معتاد، ولعل اللغة العصرية للفن لها يد بذلك، فنجد لقب الاسطورة والمعلم والسفاح والباشا وغيرها من الأسماء الغريبة التي تذيل أسماء الفنانين عند التعريف بهم، وليس بعيدا أن نشهد قريبا ألقابا أكثر غرابة من سابقاتها.