لطالما فاجأ اللبنانيون العالم والعالم العربي بتجاربهم السياسية المختلفة عن غيرها من البلدان، خاصة تلك الإقليمية، فالتركيبة الحزبية المتنوعة في لبنان تفرض التعدد السياسي في حكومة البلاد، كما والتركيبة الاجتماعية تفرض وجود المرأة بتكافئ في أحيان كثيرة مع الرجل في تمثيل الحكومة أيضا.
دخول لبنان في مأزقها السياسي الأخير خلص إلى عدة نتائج جديدة على المستوى الحزبي والاجتماعي، فهذه هي المرة الاولى التي تحصل فيها المرأة اللبنانية على هذا العدد في التمثيل الحكومي للبلاد، بواقع ستة مناصب على رأس كل منها امرأة من رحم لبنان.
التشكيل الجديد الذي أعلن عنه رئيس الوزراء حسان دياب، حمل الكثير من الأيادي الناعمة في حقائبة الوزارية، لكن الأهم منها والأكثر مفاجئة كان من نصيب زينة عكر، التي كلفت بمنصب وزير دفاع، لتكون المرأة الأولى عربيا بهذا المنصب، والذي خولها لأن تكون الأقوى عربيا أيضا.
الوزارة السيادية الثانية التي كانت من نصيب المرأة البنانية، هي وزارة العدل التي كلف بشغل منصبها ماري كلود نجم، التي تبلغ من العمر تسعة واربعين عاما، وقد شغلت قبل هذه الحقيبة منصب التدريس برتبة البروفيسور بكلية الحقوق والعلوم السياسية، كما أنها مختصة بفض النزاعات القانونية، وربما هذا ما يؤلها أكثر من غيرها لشغل هذا المنصب.
أما وزارة الإعلام فكانت للأجمل بينهن؛ إذ كانت من نصيب منال عبد الصمد، وبالعودة إلى ملفها العلمي نجد أن منال حاصلة على دكتواره دولة في القانون وليس لديها تجارب سابقة مع المايك والكاميرا، لكن ما أثار الرأي العام ليس منصبها بقدر جمالها، فالكثير من المتابعين علقوا على مظهرها الفاتن حتى أن البعض وصفها بلقب ملكة جمال الكون.
على مستوى وزارة الشباب والرياضة فقد كانت من حظ الأخصائية الاجتماعية فارتيه اوهانيان، التي شغلت منصب مديرة مركز زفارتنوتس التعليمي، كما تم اقتراحها كمرشحة من قبل الاتحاد الثوري الأرمني، وبالعودة إلى ملفها الرياضي لا نجد أنها سجلت أي هدف في وقت سابق.
وباعتبار لبنان دولة موقعة على وثيقة اللاجئين التابعة للامم المتحدة، فقد انشأت منذ عقود وزارة للمهجرين، وبالعودة إلى اسم شاغل حقيبة هذا المنصب نجده لغادة شريم، الحاصلة على شهادة الدكتوراه في الأدب الفرنسي والتي شغلت في وقت سابق منصب الإشراف على مجلة فيروز، ولعل هذا الحس الفني لدى غادة سيرفع توقع المهجرين منها بالاهتمام بهم.
وزارة العمل التي يعد ملفها من أكثر الملفات تعقيدا في لبنان لما فيه من بطالة بنسب مرتفعة كانت من نصيب المهندسة المعمارية ذات السبعة والأربعين عاما لميا الدويهي.
فهل تتمكن المرأة اللبنانية بعد تمكينها هذه المناصب من إعادة الأمل إلى لبنان والخلاص به من مشكلاته المتعقدة كل يوم أكثر.