بعدَ تعرّضِها لاتهاماتٍ وصفتْها بعاصفةٍ وحملةِ تشويهٍ غيرِ متكافئةِ الأطرافِ، وجّهت الملكةُ رانيا رسالةَ "عتابٍ" للأردنيينَ، على ما قالتْ إنّها إساءات تعرضتْ لها خلالَ أزمةِ إضرابِ المعلمينَ.
اتهاماتٌ بأنّها تقفُ ضدَّ رفعِ أجورِ المعلمينَ، وأنّها تتحكمُ في السياسةِ التعليميةِ في الأردنِّ عبرَ أكاديميتِها الخاصةِ بتدريبِ المعلمينَ، قررت الملكةُ رانيا الردَّ عليها برسالةٍ مُطوَّلةٍ اتخذتْ فيها موقفَ الدفاعِ المباشرِ عن نفسِها.
وفي كلماتٍ لم تخفِ فيها مشاعرَ الحيرةِ والاستغرابِ، قالت الملكةُ رانيا إنّ كلَّ مَن لديهِ مشكلةٌ معَ الدولةِ، أو باحثٍ عن الشهرةِ، يبادرُ لمهاجمتِها ومهاجمةِ مبادراتِها وأهلِها، وحتى فساتينِها التي اتُهمتْ سابقًا بأنّها تنفقُ عليها آلافَ الدولاراتِ لشرائِها.
صورةٌ طُبِعت في أذهانِ عددٍ من الأردنيينَ أرادت الملكةُ محوَها في رسالتِها النادرةِ، لتؤكدَ أنّهُ أخطأَ كلُّ مَن صوّرَها على أنّها سيدةُ أعمالٍ متنفّذةٌ تمتلكُ مئاتِ الملايينِ، أو كصاحبةِ تأثيرٍ سياسيٍّ في الدولةِ.
ردُّ الملكةِ المباشرُ هذهِ المرةَ على المسيئينَ إليها، جاء بعدَ محاولاتٍ عديدةٍ للدفاعِ عن نفسِها بطريقةٍ غير مباشرةٍ عبرَ حملاتِ العلاقاتِ العامةِ، كجولاتِها في المناطقِ النائيةِ ومشاركتِها همومَ الأردنيينَ ومشاكلَهم، بل تجاوزَت الحدودَ الجغرافيةَ لتناصرَ اللاجئينَ والمُستضعَفينَ، وللمساهمةِ في نشرِ التسامحِ ومواجهةِ العنفِ والتطرفِ، ما جعلَها تتسلَّمُ عددًا من الجوائزِ.
وللتقربِ أكثرَ من حياةِ الأردنيينَ ببساطتِها وعفويتِها، ظهرت الملكةُ رانيا بدورِ الأمِّ في رمضانَ وهي تُعِدُّ الطعامَ لعائلتِها، كما لم تنسَ دورَ الزوجةِ، عندما احتفلت بعيدِ زواجِها، بنشرِ صورةٍ جمعتْها بالملكِ عبدِاللهِ، قالت لَه من خلالِها بأنّها محظوظةٌ بقربِه.
وفي موازاةِ حملاتِ التشكيكِ والإساءةِ التي تحدثتْ عنها الملكةُ، أكّدتْ أنّها تجدُ في المقابلِ المحبةَ وصدقَ المشاعرِ في كلِّ مدينةٍ وقريةٍ تزورُها، وهو ما عبّرَ عنهُ كثيرٌ من الأردنيينَ على مواقعِ التواصلِ بعدَ رسالةِ الملكةِ.