تُعتبر شركة "بْلُون" BLÜN الفيينية الناشئة مصدر إلهام للآخرين من ناحية إنتاجها للأسماك والخضروات من منشأة الأكوابونيك (التي تعتمد على الزراعة في مياه الأسماك دون تربة) الخاصة بها.
وتُنتج شركة بْلُون الناشئة الأسماك والخضراوات من خلال دورة إنتاج متكاملة ومغلقة في منطقة دوناوشتادت في فيينا.
وأسست شركة بْلُون أول مزرعة أكوابونيك محليّة العام 2016؛ حيث قام بذلك أربعة مزارعين شباب عاملين في الغابات من فيينا. وبعد عام ونصف العام من تأسيس الشركة بدأت جميع الدلائل تشير إلى نجاح سير العمل. لا تقوم بْلُون بتزويد سكان فيينا بالأسماك والخضراوات فحسب، بل وتقوم كذلك بتزويد المطاعم الشهيرة في العاصمة الفيدرالية بسمك السلور الفييني وخضراوات من فيينا.
قنوات توزيع جديدة
منذ البداية كانت الفرصة سانحة أمام سادة وسيدات فيينا لشراء سمك السلور، الفواكه والخضراوات المُنتجة في فيينا مثل: الطماطم، الفلفل، الخيار والباذنجان من المزرعة (أيام الخميس من الساعة 9 صباحاً وحتى وقت الظهيرة، أيام الجمعة من الساعة 9 صباحاً وحتى الخامسة مساءً، وأيام السبت من الساعة 9 صباحاً وحتى وقت الظهيرة في شارع شافليهوف شتراسه، 156، 1220 فيينا). تتوافر منتجات بْلُون أيضا في متاجر تجزئة مخصصة شريكة مثل: "شتيفت شوتين أو باورنلادين تريميل". ويقول شتيفان باور، أحد المساهمين في بْلُون حيث توجد المصانع: "منذ اليوم الأول لشركتنا نعتمد على مبدأ الشفافية، حيث نقوم بتنظيم جولات في المصانع للمهتمين بشكل شبه يومي". ويتابع شتيفان، الذي يشرف على المرفق مع لوكاس نورمان، مدير المزرعة وعالم أحياء مائية في جامعة بوكو فيينا، مبتسما: "الشيء الجميل في البيع مباشرة للمستهليكن هو أننا نحصل على آرائهم حول الأسماك والخضراوات بشكل يومي، وهي تتسم بالإيجابية في الغالب".
كيف كانت البداية: تاريخ الإنشاء
تأسست شركة بْلُون في أكتوبر 2016، ومثل أي شركة ناشئة كانت الفُرص هي التي تُدير سير العمل.
وفي بداية العام 2016 كان بيرنارد زيهيتبوير ومايكل برلين يحضّران للاستحواذ على إدارة شركة زيهيتبوير فيرتيغراسين في غروس-إنتسيرزدورف. ويشرح مايكل برلين عن هذه العملية قائلا: "سألنا أنفسنا أين نرى تطورنا المهني بعد عشرين عاماً. كانت الأهداف المشتركة بيننا تتقاطع حول نقاط معينة هي: الاستدامة، الانتاج المحلي، الاستخدام الأنسب للموارد وإنتاج طعام صحي، وكانت هذه النقاط هي الأعمدة التي يقوم عليها الاقتصاد الدائري مثل الأكوابونيك، الأمر الذي أثار اهتمامنا كثيرا".
كان مستشارها الزراعي وقتها، جريجور هوفمان، منخرطا كذلك في هذه النقاشات، وكانت لديه الكثير من المعرفة والخبرة لمشاركتها في موضوع الأكوابونيك. إضافة إلى ذلك فإن عمله كمستشار مكّنه من معرفة أنواع الخضراوات التي كان المزارع شتيفان باور يزرعها والذي كان كذلك مهتما بزراعة الأكوابونيك وكانت لديه مساحة قابلة للاستخدام في الدفيئة الزجاجية التابعة له، والذي كان سعيدا بأن يقدمها لهذا الغرض.
وسنحت لهم الفرصة بالتعرف على بعضهم البعص وأن يصبحوا أصدقاء، وقرروا متابعة الموضوع معا. خلال الفترة الاستكشافية، زار المؤسسون الذين كانوا وقتها على خطى تأسيس المزرعة عدة مرافق للأكوابونيك في برلين، باسل وهولندا وقاموا معا بإكمال دورة تدريبية عن "أنظمة إعادة تدوير المياه الفاترة"؛ كي يكونوا واثقين تماما بمعرفتهم حول هذا الموضوع.
ويشرح جريجور هوفمان عن الصعوبات التي واجهتهم خلال فترة التخطيط: "كان طموحنا بوصفنا رواد أعمال هو تحويل الحلول التقنية للأكوابونيك إلى مبدأ مُعتمد على الأعمال والذي بإمكانه كذلك أن يُثبت مكانته في الأسواق من ناحية الجودة وقبول المستهلكين".
ما هي الأكوابونيك؟
الأكوابونيك هي عملية تدمج تقنيات تربية الأسماك في أحواض مائية مع زراعة المحاصيل في نفس المياه لجني ثمارها. الأكوابونيك هو مزيج من حلقة مغلقة تجمع بين إنتاج الأسماك ونظام زراعة النباتات في الماء، مثل الخضراوات والأعشاب. يعني ذلك، في مفهوم الزراعة، أن المياه العادمة الناتجة عن تربية الأسماك يتم استخدامها فورا لتخصيب الخضراوات، أي يتم دمج تربية الأسماك والخضراوات معا.
منتجات بْلُون من مصنع الأكوابونيك
يشرح شتيفان باور قائلا: "تعيش الأسماك في حجرة منفصلة خلال فترة الحضانة لفترة سبعة أو ثمانية أشهر حتى تصبح جاهزة للتسويق. يتم تدوير المياه بشكل مستمر باستخدام فلتر حيوي الذي يُعتبر قلب المرفق لدينا. نقوم كل يوم بإضافة 10 بالمئة تقريبا من المياه العذبة ونضخ نفس الكمية من المياه لاستخدامها في سقاية وتخصيب الخضراوات".
أسماك السلور الفيينية
الجنس البيولوجي: كلارياس غاريبينوس (القرموط الأفريقي المفترس)
ويتم إخراج الأسماك من المياه عندما يصبح وزن الواحدة منها بين 1.3 - 1.5 كيلوغرام. يتم تسويق أسماك السلور على شكل شرائح بوزن يتراوح بين 200 و300 غرام. ويبلغ حجم الإنتاج السنوي من سمك السلور حوالي 20 طنا من الأسماك الحيّة.
إنتاج الخضراوات
يزرع شتيفان باور في المساحة المخصصة لزراعة الخضراوات ضمن المرفق والتي تبلغ مساحتها 1000 متر مربع أنواعا مختلفة، هي: الباذنجان، الخيار، الطماطم من نوع سان مارزانوا والفلفل الحلو. تمتاز هذه المحاصيل بأنها تحتاج إلى درجات حرارة متقاربة ويمكنها أن تنمو بشكل جيد معاً في النظام المغلق. ويبلغ حجم الإنتاج السنوي حوالي 15 طنا من الخضراوات.
ويشرح شتيفان عن المصنع قائلا: "نستخدم مياه أحواض الأسماك بعد فلترتها لسقي الخضراوات كما نستخدم فضلات الأسماك بعد معالجتها كسماد طبيعي؛ لذلك يمكننا الاستغناء تماما عن مبيدات الأعشاب والفطريات خلال سير الإنتاج".