انتشرت ظاهرة التنمُّر في الآونة الأخيرة، لدرجة مثيرة للقلق، ويأتي تعريفها على أنها نوع من الإساءة الجسدية واللفظية، يقوم بها بعض الأشخاص، كنوع من استعراض القوة والبلطجة، وغالبًا ما تصدر من مجموعة ضد شخص، وكانت تُعرف في العقود الماضية باسم الفتونة.
فيما سبق، تطرقنا معك في الحديث، عن ظاهرة التنمر في المدرسة، وعرضنا عليك قصصًا حقيقية، عانى أصحابها، من تبعات ومرارة هذا السلوك، ووضحنا كيف أثّر عليهم نفسيًا وجسديًا، وحطّمهم معنويًا واجتماعيًا.
لكن عندما يصدر هذا الفعل من شريك حياتك، فهي الطّامة الكبرى، ربما لكونه يعيش معك ويقاسمك الحياة بكل تفاصيلها، أو لأنك تتوقعين منه الحنان، والإحساس بالأمان، ولكنك تفاجئين بأنه مصدر الظلم والجور، يتعامل معك بقسوة مفرطة، ولا يتورّع عن تحويل حياتك لجحيم، من منطلق البلطجة وليِّ الذراع.
في السطور التالية، سندُلك على بعض العلامات، التي إن توافرت في شريكك، فهو يمارس التنمر عليك، لذا سارعي بإسدال ستار النهاية، قبل فوات الأوان.
مهاجم شرس
من ضمن سِمات التنمر الإذلال، لذا ستجدينه يتعمّد خضوعك وإذعانك، ويجبرك على الانصياع لرغباته، مهما كان الثمن، كما يُسفِّه منك، ويقلل من شأنك باستمرار، فيعايرك بوزنك وشكلك، ويعلّق على ملابسك ومكياجك باستهزاء وتهكم.
يُقاطعك باستمرار
لا تستطيعين تكملة جملة مفيدة، فيقاطع حديثك باستخفاف، ويتحدث معك بالكاد، ناهيك عن إهماله لك، وعدم الحديث معك عن أي شيء، وكأنه صنم مُتحرّك يعيش فقط ليأكل ويشرب، والنتيجة شعورك بالتهميش، وكأنك مقعد مهمل في أركان المنزل.
منعزل عنك تمامًا
يُخيّم على علاقتكما الصمت القاتل، ويصبح جزءًا أصيلاً من روتين الحياة، فلا يعطيك فرصةً للكلام، ولا يبادر بمناقشة أي موضوع معك، ويُخفي عنك أسراره، وكأنها أسرار حربية.
يحتقرك ويزدريك
يتعمّد إهانتك أمام أهله وأصدقائه، ويتلذّذ بالتحقير من شأنك، والتسفيه من مجهوداتك، فهو شخص معقّد، يمارس كل أشكال السادية، ويتصرف بكل الأفعال الوحشية، ظالمٌ مستبدٌ لا تعرف الرحمة طريقًا لقلبه.
يُلقي بالمسؤولية على عاتقك
يا لها من صفات مُزرية، يفرضها عليك شخص مريض، فتعيشين معه داخل جدران موصدة، على بابها سجّان، يحسِب عليك أنفاسك، والأدهى والأمر لا يتحمّل المسؤولية، ويلقي بأعباء الحياة كاملة على كاهلك، فهل بعد كل هذا، يستحق أن يكون شريكك ويحمل اسمه ابنك؟