أصبح التطور التكنولوجي يلامس جوانب حياتنا المختلفة. ومن بين هذه التطورات تبرز فكرة الحيوانات الأليفة الرقمية.
هذه الكائنات الافتراضية، التي تتجسد في صورة برامج وتطبيقات تفاعلية، تهدف إلى محاكاة تجربة اقتناء حيوان أليف حقيقي، وتقديم الصحبة والتفاعل للمستخدمين.
ومع التقدم المستمر في الذكاء الاصطناعي والروبوتات، كما أشارت مجلة Scientific American، تتزايد قدرة الحيوانات الأليفة الرقمية على محاكاة سلوكيات وتفاعلات الحيوانات الحقيقية.
لا تعد الحيوانات الأليفة الافتراضية ظاهرة جديدة، فقد بدأت هذه الهواية في أواخر تسعينيات القرن العشرين مع ظهور حيوان تاماغوتشي، وهو حيوان أليف رقمي كان لا بد من إطعامه وتنظيفه والعناية به تمامًا مثل الحيوانات الحقيقية.
كانت هذه أشكالاً بسيطة، ولكنها نجحت في خلق ارتباط عاطفي بهذه الحيوانات الأليفة الافتراضية، مما أدى إلى خلق ارتباط وشعور بالمسؤولية.
ولكن مع التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وصلت الفكرة إلى مستوى جديد تماما.
فقد قدمت الحيوانات الأليفة الافتراضية المعاصرة مثل الكلب الآلي Aibo من إنتاج شركة Sony أو تطبيقات مثل Pou وMy Talking Tom تجربة أعمق بكثير.
ويمكن للرفاق الرقميين التعلم والتحدث إلى المشاعر البشرية وحتى تعديل سلوكهم وفقا للتفاعل، وبالتالي تبدو واقعية تقريبا للبشر.
تعتبر الحيوانات الأليفة الافتراضية مكملا وليست بديلا، فهي تقدم فوائد مشابهة للحيوانات الحقيقية، لكنها لا تستطيع محاكاة الترابط العاطفي الكامل. وهي خيار مناسب للأشخاص الذين يعيشون أنماط حياة مزدحمة، أو يعانون من ظروف صحية تمنعهم من امتلاك حيوانات حقيقية.
وفي النهاية، يعتمد دور الحيوانات الأليفة الافتراضية على تفضيلاتنا واحتياجاتنا، وسيكون من المثير للاهتمام متابعة تطور هذا المجال وتأثيره على المجتمع.
وهنا مجموعة من الأسباب التي تجعل الروبوتات مفضلة:
يمكن للحيوانات الأليفة الرقمية أن توفر الصحبة والتفاعل للأشخاص الذين يعانون من الوحدة أو العزلة، مثل كبار السن أو الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم.
يمكن للحيوانات الأليفة الرقمية أن توفر تجربة ممتعة للأطفال، حيث يمكنهم تعلم كيفية رعاية الحيوانات والتفاعل معها بطريقة آمنة وممتعة.
يمكن للحيوانات الأليفة الرقمية أن توفر بديلاً للأشخاص الذين لا يستطيعون اقتناء حيوان أليف حقيقي؛ بسبب الحساسية أو ظروف السكن أو غيرها من الأسباب.
يمكن للحيوانات الأليفة الرقمية أن توفر تجربة تعليمية للأطفال والكبار على حد سواء، حيث يمكنهم تعلم المزيد عن سلوكيات الحيوانات واحتياجاتها.
ورغم الإيجابيات، إلا أن هناك سلبيات محتملة لاقتناء حيوانات رقمية منها؛ العزلة الاجتماعية، وتراجع النمو العاطفي للأطفال، والإدمان فقد تصبح الحيوانات الأليفة الرقمية مصدرًا للإدمان لبعض الأشخاص، مما قد يؤثر على حياتهم اليومية وعلاقاتهم الاجتماعية.
يمكن القول إن الحيوانات الأليفة الرقمية تمثل تطورًا مثيرًا في عالم التكنولوجيا، ولها القدرة على توفير العديد من الفوائد للمستخدمين.
ومع ذلك، يجب أن نكون واعين للآثار السلبية المحتملة لهذه التكنولوجيا، وأن نستخدمها بشكل مسؤول ومتوازن.