في مشهد صادم هزّ قلوب محبي كرة القدم، انتشرت على نطاق واسع في الأسابيع الأخيرة فيديوهات للنجم البرازيلي أدريانو، الملقب بـ"الإمبراطور"، وهو يتجول في شوارع ريو دي جانيرو في حالة يرثى لها.
ظهر أدريانو، الذي كان يوماً ما، رمزاً للقوة والمهارة، وهو يسير حافي القدمين تحت تأثير الكحول، بعيداً كل البعد عن الصورة التي عهدها به الجمهور.
وانتشرت الفيديوهات لنجم الكرة البرازيلية وهو يتسكع مع أصدقائه في الشارع وهو مخمور، ما طرح تساؤلات حول الحال الذي وصل إليها اللاعب الذي سحر جماهير كرة القدم، في فترة لعبه في أوروبا.
وظهر أدريانو وهو في حالة مقلقة بشوارع الحي الذي يعيش فيه بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، حيث تم تصويره وهو في حالة سكر تامة، ويتسكع في الشوارع مع رفاقه حافي القدمين، بحسب صحيفة "ميترو البريطانية".
ولد أدريانو عام 1982 في ريو دي جانيرو، وسرعان ما برزت موهبته الكروية، كمعظم لاعبي البرازيل القادمين من الأحياء الفقيرة.
وانتقل أدريانو من فلامينغو إلى إنتر ميلان الإيطالي، حيث حقق نجاحات باهرة وحصد العديد من الألقاب، كما تألق مع منتخب البرازيل.
بدأت رحلة أدريانو الاحترافية مع كرة القدم، بالانضمام إلى الفريق الأول بنادي فلامينغو البرازيلي عام 2000، لينضم بعد ذلك إلى نادي إنتر ميلان الإيطالي في 2001، ثم خرج إلى فيورنتينا على سبيل الإعارة في عام 2002، وبعدها أعير إلى بارما لمدة موسمين.
وعاد أدريانو إلى إنتر ميلان في عام 2004 ليبدأ مسيرة ذهبية، حيث خاض اللاعب الملقب بـ"الإمبراطور" إجمالا 177 مباراة بقميص "النيراتزوري"، سجل خلالها 74 هدفا وصنع 29 هدفا، وتوج مع الفريق الإيطالي بالدوري الإيطالي 4 مرات مواسم، والسوبر الإيطالي 3 مرات (2005-2006، 2006- 2007، 2008-2009).
كما توج أدريانو مع منتخب البرازيل بكأس كوبا أمريكا 2004 وكأس القارات 2005، وشارك في مونديال 2006، كما ظفر بجوائز فردية كثيرة، أبرزها هداف كوبا أمريكا وأفضل لاعب في البطولة عام 2004.
بعد مسيرة حافلة بالألقاب والإنجازات، قرر أدريانو العودة إلى وطنه البرازيل، تاركا وراءه الأضواء والشهرة في أوروبا.
في العام 2007، قرر أدريانو العودة إلى البرازيل من بوابة فريق ساو باولو معارًا لمدة 6 أشهر، وفي عام 2009 عاد إلى فلامينغو، فريق بداياته، قادمًا من إنتر ميلان، ولعب له حتى 2010، ثم شد الرحال إلى إيطاليا مرة أخرى بالانضمام إلى روما ولعب له موسمًا واحدًا ظهر فيه بشكل كارثي.
وتنقل بعدها أدريانو بين عدة أندية برازيلية لكنه لم يستطع استعادة مستواه، ولم يحقق أي نجاحات تذكر ليقرر الاعتزال عام 2016 عن 34 عاماً.
وفي مقابلة سابقة، كشف أدريانو عن الجانب المظلم من حياته. فقد عانى من صدمة كبيرة بوفاة والده، ما أدى به إلى الإدمان على الكحول. هذا الإدمان، إلى جانب ضغوط الشهرة والثروة، دمرت حياته المهنية والشخصية.
رغم الصورة التي ظهر عليها في الفيديوهات الأخيرة، يؤكد البعض أن أدريانو ليس فقيراً. فبالرغم من المشاكل التي يعاني منها، إلا أنه لا يزال يتمتع بثروة كبيرة.
ونفى بعض نشطاء منصات التواصل الاجتماعي، فكرة تعثر النجم البرازيلي، ووجوده في وضع مالي صعب.
وأكد أحد المعلقين أن أدريانو بعيد كل البعد عن الفقر، كما أنه لا يعاني من إدمان الكحول حالياً. فهو يعيش في شقة، يقدر سعرها بملايين الدولارات في ريو.
أثارت قصة أدريانو موجة من التعاطف والحزن لدى محبي كرة القدم، فكيف تحول نجم ساطع إلى هذه الحال؟ البعض يرى أن أدريانو ضحية للشهرة والثروة، والبعض الآخر يعتقد أنه لم يستطع التعامل مع فشل مسيرته الكروية.
أما آخرون فوصفه أنه شخص أصيل لم يتخل عن رفاقه في الأحياء الفقيرة رغم شهرته.