قد تواجهنا لحظات يصعب فيها تجنب الخطأ مع الشريك، سواء عبر كلمات قلناها، أو أفعال قمنا بها. في هذه اللحظات، يكون الاعتذار ضروريًا لتصحيح الموقف. ومع ذلك، قد يكون تكرار الاعتذار بشكل زائد ضارًا بالعلاقات.
تشير الطبيبة النفسية المرخصة سارة تشوتكوفسكي إلى ضرورة ممارسة "القاعدة الذهبية" عند النظر فيما إذا كان يجب عليك الاعتذار لشريكك أم لا. السؤال الأساسي هو: "إذا فعل شخص نفس الخطأ معي، هل أقدم اعتذارًا؟". يساعد هذا السؤال في تحديد متى يكون الاعتذار مناسبًا وضروريًا.
متى يكون الاعتذار ضروريًا؟
خرق اتفاقيات العلاقة
تشير د. سارة إلى أهمية الاعتذار عند انتهاك اتفاقيات العلاقة. يمكن أن تكون هذه الاتفاقيات تتعلق بالالتزام بالزواج أو قواعد السلوك. الاعتذار يعزز التزامك بالعلاقة ويفتح الباب لإعادة تقييم تلك الاتفاقيات.
انتهاك القيم الأساسية
عندما تجدين أنك انتهكت قيمك الأساسية أو قيم شريكك، يصبح الاعتذار ضروريًا، إذ يعكس فهمك لأثر سلوكك السلبي ورغبتك في تغييره.
الإساءة والألم
في حالة قيامك بفعل أو قول شيء يلحق الألم بالشريك، هنا يصبح الاعتذار ضروريًا للتعبير عن ندمك واحترامك لمشاعره.
متى لا تحتاجين للاعتذار؟
غياب الخطأ
عندما لا ترتكبين خطأ أو لا تشعرين بالندم، يمكنك تجنب الاعتذار.
التهديد
إذا كنت تشعرين بأن الاعتذار يأتي نتيجة لتهديد، أو لتجنب غضب الشريك. يجب أن يكون الاعتذار نابعًا من إدراك حقيقي للخطأ، وليس رغبة في تجنب المواجهة.
الواجب الاجتماعي
الاعتذار ليس مجرد كلمة نقولها بشكل روتيني، بل يجب أن يكون صادقًا ونابعًا من القلب. لذا من الضروري تجنب الاعتذار النابع من الواجب الاجتماعي، فهذا يفقده قيمته وقوته في العلاقة.
كيف نعتذر بشكل صحيح؟
تجنب الأعذار
يُنصح بعدم إلقاء اللوم على الظروف أو العوامل الخارجية. وتشدد د. سارة على تجنب العبارات التي تبرر سلوكك أو تقلل من أهمية الموقف.
تحديد سبب الأسف بوضوح
الاعتذارات العامة قد لا تكون فعّالة، إذ يساعد تحديد الأخطاء بوضوح في فهم الشريك وتحسين الأمور في المستقبل.
تصحيح الموقف
بعد الاعتذار، يجب أن تكوني مستعدة لاتخاذ خطوات لتصحيح الوضع، وتقديم خطة عمل لتفادي تكرار الأخطاء.
عدم الإلحاح
حتى يبدو اعتذارك صادقًا، تجنبي التكرار المفرط للعبارات الاعتذارية، واجعلي الاعتذار خاصًا في كل حالة.