في بداية الزواج، تدخل الزوجة حياتها الجديدة بأحلام وردية وآمال كبيرة، فالزوج غالبًا ما يعدها بالدعم المستمر والحب اللامتناهي، ويطمئنها بأنه سيكون دائمًا في صفها مهما كانت الظروف.
ولكن مع مرور الوقت، تتغير الأمور، وتبدأ المسؤوليات في التزايد، وقد تنشأ بعض التحديات، ومن أبرزها هو الصراع بين الزوجة وأهل الزوج، خاصة مع والدته.
هذا الموقف ليس بغريب، وكثيرًا ما يتكرر في كثير من الأسر، عندما يختار الزوج الوقوف إلى جانب عائلته على حساب زوجته، قد تشعر الزوجة بالخيانة أو الوحدة، ولكن لفهم هذه الظاهرة وكيفية التعامل معها، علينا التعمق أكثر في الأسباب والحلول الممكنة.
الصراع بين الزوجة والحماة
العلاقة بين الرجل وأمه: حب وتحدٍّ
العلاقة بين الرجل وأمه علاقة عميقة، وجذورها تمتد منذ الطفولة؛ فالأم هي من رعته واهتمت به، وهي التي كان يلجأ إليها عند الحاجة، لهذا السبب تجد كثير من الأمهات صعوبة في تقبل وجود امرأة جديدة في حياة ابنها، ما قد يؤدي إلى شعور بالغيرة أو التهديد.
تشعر الأم في بعض الأحيان بأن الزوجة الجديدة تسلبها مكانتها الخاصة، خاصة إذا كانت الزوجة تعبر عن آرائها، أو تختلف مع الأم في بعض الأمور، هذا الصراع الداخلي قد يدفع الأم إلى التصرف بطرق قد تبدو للزوجة كأنها تدخل غير مرغوب فيه.
لماذا يختار الرجل أمه في الصراعات؟
في كثير من الأحيان، قد تجدين أن زوجك يميل إلى دعم والدته أو عائلته بدلًا من الوقوف إلى جانبك في أوقات الخلاف، هذا التصرف يمكن أن يكون ناتجًا من عدة عوامل:
1. الرغبة في الحماية: يشعر كثير من الرجال بأن أمهاتهم ضعيفات ويجب حمايتهن، على حين يرون زوجاتهم أقوى، وقادرات على التعامل مع التحديات.
2. الارتباط العاطفي: قد يصعب على الرجل رؤية أخطاء والدته أو الاعتراف بها، بسبب علاقته العاطفية العميقة معها منذ الصغر.
3. تجنب المواجهة: بطبيعتهم، يميل بعض الرجال إلى تجنب الصراعات العاطفية، وقد يختارون الابتعاد عن الخلاف بدلًا من مواجهته، وعندما يُطلب منهم الاختيار بين الزوجة والأم، قد يشعرون بضغط نفسي كبير.
كيف تتعاملين مع ميل زوجك لعائلته؟
إذا وجدت نفسك في موقف يتكرر فيه اختيار زوجك لعائلته على حسابك، فمن المهم أن تتعاملي مع الأمر بحكمة وذكاء، إليك بعض النصائح:
1. التواصل الهادئ والمباشر: من المهم أن تتحدثي مع زوجك مباشرة وبهدوء حول مشاعرك، أخبريه بما يزعجك وكيف تشعرين عندما يختار الوقوف مع عائلته بدلًا منك، تجنبي الاتهامات المباشرة وحاولي إيصال مشاعرك بطريقة تبني جسور التفاهم.
2. فهم مشاعره ودوافعه: حاولي أن تتفهمي موقف زوجك، وتضعي نفسك في مكانه، ربما يشعر بالضغط بين حب أمه وواجباته تجاهك، قد يكون بحاجة إلى بعض الوقت، حتى يجد التوازن بين عائلته وزواجه.
3. بناء علاقة جيدة مع عائلته: بدلًا من رؤية عائلته عدوًّا أو تهديدًا، حاولي بناء علاقة إيجابية مع أفرادها، خاصة والدته، قد يكون تحسين علاقتك معها خطوة جيدة لتخفيف التوتر وتقريب المسافات بينكما.
4. وضع حدود واضحة: من المهم وضع حدود صحية في علاقتك مع عائلته، الحدود ليست لمنع التواصل، بل للحفاظ على الاحترام المتبادل وضمان عدم تجاوز الخطوط التي قد تؤثر في علاقتك بزوجك.
5. الصبر: تحتاج الأمور في بعض الأحيان إلى الوقت، لا تتوقعي تغييرات فورية، كوني صبورة واستمري في بناء الثقة والتفاهم مع زوجك.
