قدّمت الإعلامية ريهام عياد، مساء أمس الجمعة، جلسة "أعظم نساء في التاريخ"، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، تحدثت خلالها عن حكايات نساء ألهمن البشرية.
مقدمة بـرنامج "الحكاية وما فيها" الذي حقق نجاحًا وانتشارًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي خلال السـنوات الأخيرة، استطاعت أن تخطف انتباه الجمهور بأسلوبها المميز في سرد قصص التاريخ، وتبسيطها وجعلها ممتعة ومفيدة.
وبدأت "عياد" بحكاية حتشبسوت "خليلة آمون المفضلة"، والتي كانت تعتبر من أبرز الملكات اللاتي حكمن مصر وأقواهن نفوذًا، تلك الملكة القوية التي واجهت بإصرار المجتمع الذي كان يرفض أن يرى الحاكم إلا في صورة رجل.
وعلى الرغم من أنها كانت شريكة مع أبيها "تحوتمس الأول" في الحكم، إلا أنها اصطدمت بتقاليد البلاط عند وفاته، ولم تستطع أن تستلم الحكم إلا بعد وفاة زوجها، وكان ذلك بوصفها الوصية على تحوتمس الثالث، إلا أنها استطاعت بحكمتها أن تمد نفوذها وتجذب المناصرين حولها لتتمكن من حكم البلاد، حتى أن الشعب أطلقوا الأغاني التي تتغنى بها، وكانوا يسمونها "حورس الأنثى" دلالة على عظمتها.
ومن حتشبسوت إلى شجرة الدر وقصتها الشهيرة، حيث كانت جارية في الحرملك، واستطاعت أن تصل إلى كرسي الحكم لتكون ملكة مصر، والتي لقبت بـ "أول سلطانة في تاريخ الإسلام".
وفي حكاية شبيهة انتقلت "عيّاد" إلى حكاية "ماري كوري" العالمة التي كانت تعمل كخادمة في بداية حياتها لتعيل أختها وتصرف على نفسها، واستطاعت فيما بعد أن تنال شهادة الدكتوراة في الفيزياء، ومن ثم في الكيمياء، وحازت جائزتي نوبل خلال حياتها، كما أن ابنتها أيضًا حازت جائزة نوبل عندما كبرت.
من ماري إلى البطلة الجزائرية "جميلة بوحيرد" التي شغلت الرأي العام أثناء الثورة الجزائرية، وقد شاركت في الثورة وهي صبية في التاسعة عشرة من عمرها، واستطاعت أن تقدم الكثير في مجال خبرتها بتركيب الألغام، فكانت من المطلوبين الأوائل لدى العدو، ولهذا نكل بها بعد إلقاء القبض عليها، لكنها صمدت وتحملت الكثير من التعذيب ولم تقبل التنازل عن مبدئها وتقدم لهم المعلومات التي يريدونها منها، وصمدت في مواجهة حكم الإعدام الذي اضطرت السلطات الفرنسية لتخفيفه إلى السجن المؤبد بعد أن أثارت قصتها الرأي العام وانهالت عليهم المطالبات بالإفراج عنها، لتقضي 5 سنوات من التعذيب في السجون الفرنسية قبل أن يتم الإفراج عنها عند تحرير الجزائر.
أم الإمارات
وفي حكاية مشرقة ننتقل مع ريهام إلى الحديث عن أم الإمارات، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، والتي تبنت على عاتقها مهمة دعم المرأة والنهوض بها منذ نشوء دولة الإمارات، فأسست الجمعيات الداعمة للمرأة، وكانت أولها جمعية "المرأة الظبيانية"، التي انبثقت عنها الكثير من المؤسسات، وها هي النتيجة، اليوم، نراها في جيل كامل من نساء الإمارات الحاضرات في الصفوف الأولى في جميع المجالات والتخصصات.
ثم شاركت ريهام قصتها الشخصية في ملاحقة حلمها بأن تكون إعلامية، وقالت: بعد تخرجي تزوجت وأنجبت طفلة، ثم طفلة أخرى، وبدأت أشعر بأن حلمي الذي كان يرافقني منذ الطفولة بأن أكون إعلامية قد بدأ يتلاشى ويصبح من الماضي، لكنني قررت في أحد الأيام أنني لن أستسلم.
"بدأت ألاحق هذا الحلم، وأجتهد في محاولة الحصول على فرصة في المحطات التلفزيونية، وواصلت الدراسة والالتحاق بكل الدورات التي يمكن أن تفيدني في مجال تخصصي، لكن دون فائدة" تقول ريهام، وتضيف: "كانت الأمور تقترب من الانفراج وتقف، هكذا حتى جاءت جائحة كورونا وهبط عليَّ الاكتئاب، وفجأة نهضت وقررت أن أقدم برنامج "الحكاية وما فيها" وكأنه أشبه بالإلهام الذي يأتي فجأة.
"كان التيك توك في أوج انتشاره، وبدأت الحلقات تلقى رواجًا بين الناس، ومن الحلقة السادسة شعرت بأني نجحت عندما اجتزت المليون مشاهدة"، على حد قولها.
توجهت "عيّاد" في نهاية الجلسة بتحية كبيرة لنساء فلسطين الصامدات منذ أكثر من 75 سنة، وأكدت أن جميع النساء يتعلمن منهن الصبر والإرادة، ووجهت رسالة لكل امرأة: "لكل امرأة لديها حلم، أذكرها بأنهن جميعًا استطعن أن يصلن فلا تتوقفي، وناضلي في سبيل حلمكِ أيًا كان، نحن استلمنا الزمن على الجاهز مقارنة بتلك النسوة، وأعتقد أن الصعوبات التي تواجهنا، اليوم، بسيطة أمام ما كان يقف أمامهن، وقد شاركت قصصهن، اليوم، أذكركِ بأنكِ أيضًا تستطيعين أن تنضمي إلى قائمة النساء العظيمات".