شهدت طلبات البحث عبر الإنترنت حول "القلق المناخي" ارتفاعًا كبيرًا خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2023، وفقًا لبيانات جمعتها شركة "غوغل" وتمت مشاركتها بشكل حصري مع برنامج "100 امرأة على بي بي سي" التابع لهيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية.
وأفادت البيانات أن البحث عن "القلق المناخي" باللغة الإنجليزية زاد بنسبة 27 مرة خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2023، مقارنة بنفس الفترة من العام 2017.
وكانت الزيادة، وفق المعلومات، أكبر في اللغات الأخرى، حيث ارتفعت طلبات البحث باللغة البرتغالية بمعدل 73 مرة، وزادت بمقدار 8 أضعاف ونصف في اللغة الصينية، وبنسبة الخُمس في اللغة العربية.
وأشارت الهيئة إلى أن النساء يظهرن تأثرًا أكبر بالقلق المناخي من الرجال، وأن مشاعر القلق حيال تأثيرات تغير المناخ تتزايد، خاصةً بين الأطفال والشباب.
وتُجمع بيانات "غوغل ترندز" بين طلبات البحث حول مصطلحي "القلق المناخي" و"القلق البيئي"، حيث يشير الأول إلى القلق المتعلق بتغير المناخ بشكل عام، بينما يرتبط الثاني بالوعي بتهديدات الصحة البيئية، مثل التلوث، وفقدان التنوع البيولوجي.
وعلى صعيد متصل؛ تحدث تقرير سابق عن "القلق البيئي" باعتباره ظاهرة نفسية تتسارع بفعل التغير المناخي.
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز"، في سبتمبر/ أيلول الماضي، إلى ظهور مصطلح "القلق البيئي" بشكل واضح، وتصاعده إلى مستويات قياسية، ما يدلل على الرهبة السائدة بين البشر حيال تغير المناخ والأزمات البيئية.
وأفادت الصحيفة في تقريرها أن مختلف الشعوب، خاصة في أوروبا، تواجه خطر انهيار نفسي بفعل توتر أعصاب سكانها الذين عاشوا فصول الحر الشديد وشاهدوا الحرائق المدمرة وتأثيرات الأمطار الغزيرة والفيضانات الكارثية، مع التأكيد على أن مستويات الخوف متزايدة بشكل ملحوظ بين الأفراد، مع خاصة القلق على مستقبل الأجيال المقبلة.
ورغم عدم اعتبار "القلق البيئي" مرضًا سريريًا أو إدراجه في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الحديث، يشدد الخبراء على أن الآثار النفسية لهذا النوع من القلق آخذة في التزايد وتؤثر بشكل مباشر على الصحة العقلية للأفراد.