مع تطور التكنولوجيا وتعدد وسائل الإعلام المرئية، يبقى التلفزيون واحدًا من أكثر الأجهزة انتشارًا في العالم لمشاهدة الفيديوهات والمحتوى الإعلامي.
ورغم بروز منصات حديثة لبث الفيديو وإنشاء المحتوى، يستمر التلفزيون في الحفاظ على مكانته كوسيلة رئيسية في حياة ملايين الأسر عالميًا.
فقد أصبح الجهاز، الذي يحتفل به اليوم في يومه العالمي، أكثر من مجرد منصة تقليدية، إذ بات يشمل خصائص متعددة كالبث التفاعلي وتصفح الإنترنت وتشغيل الموسيقى والفيديوهات.
تعود جذور فكرة التلفزيون إلى القرن التاسع عشر، عندما شهد العالم تقدمًا تقنيًا كبيرًا في مجال الاتصال. بدأ الأمر مع التلغراف الذي طوره "صامويل مورس" لنقل الرسائل الصوتية عبر الأسلاك. وفي عام 1876، جاء الهاتف الذي اخترعه "ألكسندر جراهام بيل"، والذي أتاح نقل الصوت البشري لمسافات طويلة.
في تلك الفترة، بدأ العلماء يتكهنون بإمكانية ابتكار جهاز يدمج الصوت والصورة معًا. هنا دخل العالم الألماني "بول نيبكو" على الخط في عام 1884 بابتكاره نظامًا لنقل الصور باستخدام أقراص دوارة، أطلق عليه "التلسكوب الكهربائي"، وهو ما يُعتبر الشكل الأول للتلفزيون الميكانيكي.
مع بداية القرن العشرين، شهدت التكنولوجيا تقدمًا ملحوظًا في تطوير أنظمة التلفزيون. قام الفيزيائي الروسي "بوريس روزينج" والمهندس الاسكتلندي "آلان كامبل سوينتون" بتحسين نظام نيبكو، مستبدلين الأقراص الدوارة بأنابيب أشعة الكاثود.
هذا النظام، الذي كان في جوهره أول شكل للتلفزيون الإلكتروني، اعتمد على تقنية طورها العالم الألماني "كارل براون"، حيث استخدمت أنابيب أشعة الكاثود في إرسال الصور واستقبالها.
في عام 1923، تقدم العالم الروسي "فلاديمير زوريكين" بطلب للحصول على براءة اختراع لتقنية جديدة في التلفزيون باستخدام أنابيب أشعة الكاثود. كانت هذه الخطوة بداية لنظام تلفزيوني أكثر تطورًا وأقرب إلى ما نعرفه اليوم.
وبحلول عام 1927، قدّم المهندس الاسكتلندي "جون بيرد" أول عرض عملي للتلفزيون أمام مجموعة من العلماء في لندن. لم يتوقف بيرد عند هذا الإنجاز، بل أسس شركة لتطوير تقنيات التلفزيون، وتمكن في عام 1928 من تحقيق أول بث تلفزيوني عبر المحيط الأطلسي بين لندن ونيويورك.
كما كان له السبق في تقديم أول عرض للتلفزيون الملون والمجسم، مما شكل علامة فارقة في تاريخ التلفزيون.
اليوم، ورغم التطور الهائل في التكنولوجيا وظهور وسائل بث متنوعة، يظل التلفزيون جهازًا لا غنى عنه في حياة الناس. يجمع بين الماضي والحاضر، ويعكس تطور الإنسان في سعيه لنقل الصورة والصوت إلى كل بيت في العالم.