تطرح الخيانة الإلكترونية العديد من التساؤلات الأخلاقية والقانونية، فما هي الحدود الأخلاقية للتواصل عبر الإنترنت؟ وهل يمكن عدُّ كل تفاعل إلكتروني خيانة؟
هذه القضايا تتطلب منا التفكير بعمق في طبيعة العلاقات الإنسانية في عصرنا الرقمي، وفي المسؤولية الفردية والجماعية في الحفاظ على هذه العلاقات.
لا يمكن حصر الخيانة الإلكترونية في قالب واحد، فهي تشمل مجموعة متنوعة من السلوكات التي يصعب تحديد حدودها بدقة، بحسب الدكتورة جانيكي شوكينبروك باحثة دكتوراه في جامعة غنت، وخبيرة العلاقات كما تحدثت في مقال على psychologytoday، مؤكدة أن هناك بعض العلامات قد تعني أن هناك خيانة:
تسهل التكنولوجيا الرقمية ارتكاب الخيانة العاطفية، إذ يمكن للشريك أن يبني علاقات عاطفية عميقة مع أشخاص آخرين عبر الإنترنت.
قد تشمل هذه العلاقات مشاركة أفكار شخصية، أو بناء الثقة، أو مناقشة مشاكل العلاقة، ما يؤثر سلبًا في العلاقة الأساسية.
قد يكون هذا الشكل من الخيانة مؤلمًا بشكل خاص للشريك المخدوع؛ لأنه ينطوي على مستوى من الحميمية والاستثمار العاطفي الذي قد ينافس - أو حتى يتفوق - على الرابطة داخل العلاقة الأساسية.
تتضمن الخيانة عبر الإنترنت سلوكات مثل "الرسائل الحميمية"، التي تتمثل في إرسال واستقبال رسائل أو صور أو مقاطع فيديو مغازلة أو ذات إيحاءات، أو الانخراط في علاقة حميمية عبر الإنترنت عبر مكالمة فيديو أو تنسيقات رقمية أخرى.
يمكن أن يشعر الشريك المخدوع بانتهاك عميق، إنها تطمس الخط الفاصل بين الحميمية الافتراضية والجسدية، ما يجعل من الصعب رفضها بعدِّها "عبر الإنترنت فقط".
تتمثل الخيانة الزوجية المرتبطة بالسرية والإهمال في إخفاء التفاعلات عبر الإنترنت أو إعطاء الأولوية لأشخاص آخرين على حساب الشريك.
يتجلى ذلك في سلوكات مثل حذف الرسائل والدردشات، وإخفاء جهات الاتصال، وقضاء وقت طويل على الإنترنت، هذه السلوكات تؤدي إلى تآكل الثقة، وتولد شعورًا بالوحدة والإهمال لدى الشريك.
يمثل هذا النوع من الخيانة الزوجية خديعة متعمدة للشريك، إذ يخفي الشخص علاقته الحقيقية أو يزورها.
يتمثل ذلك في إظهار حالة العزوبية على وسائل التواصل الاجتماعي، وتجنب مشاركة أي محتوى مرتبط بالشريك، وإنشاء حسابات وهمية على تطبيقات المواعدة، هذا السلوك يشكل خيانة للثقة، ويؤثر بشكل كبير في العلاقة.
تمثل الخيانة عبر الوسائط جسرًا يربط بين العلاقات الافتراضية والعلاقات الواقعية، فهي تتجاوز حدود العالم الافتراضي لتصل إلى تفاعلات مادية، مثل اللقاءات الشخصية مع أشخاص تعرّف عليهم عبر الإنترنت.
كما يمكن أن تؤدي الوسائط المتاحة إلى تجديد علاقات سابقة بشكل سري.