طلاق الوالدين لا يعني بالضرورة أن الأبناء سيخوضون التجربة نفسها

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
18 أبريل 2017,6:53 ص

مجتمعنا بحاجة إلى التخلص من فكرة وصمة العار التي تحيط بكلمة الطلاق، صحيح أن الأمر يتعلق بتجربة سيئة، ولكن البقاء في زواج غير سعيد هو أسوأ بكثير في هذه الحالة، وهو ما يجب على الناس إدراكه جيداً والكف عن وضع المطلقين وأسرهم في قوالب نمطية معينة.

تروي إحدى الفتيات أن والديها انفصلا وهي في التاسعة من عمرها، ولم يكن لديها أية مشكلة مع هذا الأمر في البداية، فقد كانت صغيرة جداً لفهم مجريات الأمور، إلا أنها عندما كبرت تعودت على هذا الوضع وتفهمت أن والديها كان لديهما أسباب للإقدام على الطلاق، وكانت تشعر بالسعادة وهي تعيش مع أمها.



وقالت إن المرة الوحيدة التي كانت تشعر فيها بمشاعر سلبية هي عندما يتصرف الناس معها وكأن الطلاق هو أسوأ شيء في العالم، وعندما كانت تذكر أمام الناس أن والديها مطلقان، كانوا يشعرون بالأسف لسماع هذا ويوجهون عبارات الاعتذار لها.

وأضافت: "الجانب الأسوأ في الموضوع هو عندما يفترض الناس أنني لن أكون قادرة على الحصول على علاقة دائمة أو سعيدة لأن والديّ مطلقان. نعم، ليس من المقبول أن نحكم على فشل علاقة أحدنا فقط بسبب ماضي والديه."



واعترفت الفتاة أنه على الرغم من ذلك فهي لديها بعض المخاوف من فكرة الزواج، وأنها قد تخوض التجربة يوماً ما، مشيرة إلى أن هذا لا يعني أنها شخص لا يحب الالتزام أو أن لديها مشكلة مع حب شخص ما، أو أن تشارك حياتها مع من تحب، بل على العكس.

وتقول: "أنا أحب بشدة، وأفعل كل ما بوسعي لأجعل من أحب سعيداً. ولكن تراودني بعض الشكوك تماماً مثل أي شخص آخر، لكنها لا تنبع من حقيقة أن والديّ مطلقان".

وأضافت أنها كغيرها كان لديها علاقات ناجحة وأخرى غير ناجحة، وارتكبت أخطاء كثيرة. ولكن أخطاءها كانت خاصة بها وبأسلوبها، وليست نزعات تنبع من الماضي.




وتابعت "إذا كان والداي قد قررا أن يستمرا في حياتهما ويعثرا على السعادة، سواء أكان ذلك مع شركاء آخرين أم لا ، فلماذا أكون أنا الضحية؟ خاصة أن هذا الشيء لا يعنيني على الإطلاق. فالعلاقة والطلاق كانا بينهما هما".

وتضيف أن الطلاق بالطبع أثر عليها في أنه كان عليها أن تعيش مع أحد والديها، بدلاً من كليهما، ولكن هذا برأيها ثمن صغير لدفعه في سبيل السعادة الفردية لكل منهما، فتقول: "أعتقد أنه من الصعب التنبؤ بالعلاقات، فمن الممكن للأشخاص الذين لديهم أبوان مطلقان أن يخوضوا التجربة نفسها، والعكس أيضاً صحيح".



واختتمت بأن قرار الطلاق يؤثر على الشخصين المطلقين وليس أولادهما أو أصدقاءهما، فكل ما يحدث هو بسبب الظروف المحيطة بحياتهما ووجود أو غياب الحب بين الشريكين، ليس له علاقة بحقيقة أن والديهما ليسا معاً.

وتقول الفتاة إن كل ما تطلبه هو أن يتوقف الناس عن إصدار أحكام سريعة ووضع الآخرين في قوالب نمطية، وأن يتركوا الناس في أخطائهم ونجاحاتهم، وليحبوا ويعيشوا علاقاتهم بالطريقة التي يختارونها.

google-banner
foochia-logo