في كل دائرة صداقة، يوجد دائمًا تلك الصديقة التي لا تكف عن الشكوى، قد تكون هذه الصديقة من المفضلات لديكِ والأقرب إلى قلبكِ أيضًا، ولكن كثرة شكواها تصبح عبئًا نفسيًّا عليكِ في بعض الأحيان.
وقد تشعرين بالضغط أو الإرهاق من كثرة تذمرها، ولكن ماذا لو قلنا لكِ يوجد إستراتيجيات فاعلة يمكنكِ اتباعها لمساعدتها على تجاوز مشكلاتها، من دون أن تؤثر سلبًا عليكِ؟
هنا، نتناول بعض النصائح التي ستساعدكِ على التعامل مع الصديقة كثيرة الشكوى بحكمة وفاعلية.
أول خطوة في التعامل مع الصديقة كثيرة الشكوى هي محاولة فهم دوافعها، فالشكوى المستمرة قد تكون تعبيرًا عن مشاعر عميقة من الإحباط أو القلق.
وبدلًا من أن تنظري إلى شكواها بوصفها عبئًا، حاولي أن تتفهمي ما وراء هذه الشكاوى، قد تكون صديقتكِ بحاجة إلى من يستمع إليها، ويمنحها الشعور بأنها مفهومة ومدعومة.
رغم أهمية الاستماع والدعم، فإنه من الضروري وضع حدود صحية في علاقتك مع هذه الصديقة.
وإذا شعرتِ أن الشكوى المستمرة بدأت تؤثر في حالتكِ النفسية، أو تسبب لكِ توترًا زائدًا، فلا تترددي في التحدث معها بلطف حول هذا الأمر.
ويمكنكِ أن تشرحي لها بأنكِ تحتاجين إلى أوقات للتفريغ الذاتي والراحة، وأن كثرة الشكوى قد تكون مرهقة لكِ أيضًا.
وبدلًا من الاكتفاء بالاستماع السلبي، حاولي أن تسهمي في تقديم حلول بناءة لصديقتكِ.
اسأليها عن رغبتها في تحسين وضعها، واقترحي بعض الأفكار التي قد تساعدها على تجاوز مشكلاتها.
حولي تغيير تركيزها من الشكاوى إلى الأمور الإيجابية في حياتها، شجعيها على التفكير في الجوانب المشرقة، وذكريها بالأشياء الجيدة التي تحيط بها.
ويمكنكِ أن تقترحي عليها ممارسة الأنشطة التي تساعد على تحسين المزاج، مثل الرياضة أو التأمل، أو حتى مجرد الاستمتاع بنزهة في الطبيعة.
إذا استمرت الشكوى استمرارًا مفرطًا، فقد يكون الوقت مناسبًا لتكوني صريحة معها.
لذا تحدثي معها بصدق وبلطف، وعبري عن مشاعركِ حيال كثرة الشكوى، أخبريها بأنك تقدرين صداقتها، ولكنك تشعرين أحيانًا بالإرهاق بسبب التركيز الدائم على السلبيات، قد تكون هذه المحادثة مفتاحًا لتغيير سلوكها نحو الأفضل.
لا تنسي أن الحفاظ على صحتكِ النفسية هو أمر ضروري، إذا شعرتِ بأن شكوى صديقتكِ تؤثر كثيرًا في مزاجكِ أو راحتك، خصصي وقتًا لنفسك للراحة والاسترخاء.
وتذكري أن ممارسة الهوايات التي تحبينها أو قضاء وقت مع أصدقاء آخرين قد يكون له تأثير إيجابي في حالتك النفسية.