يتواصل نشر المشاهد واللقطات الإنسانية التي وثقتها كاميرات المراقبة والهواتف منذ اندلاع انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس الجاري، والتي أصبحت العاصمة منكوبة جراء الدمار والركام والضحايا والإصابات والتشريد.
وتداول رواد مواقع التواصل مقطع فيديو لعروس جديدة ـ لم يتم الكشف عن هويتها، غير إسراء السبلاني ـ واقفة في أحد شوارع وسط بيروت، لالتقاط الصور إلى جانب عريسها، عند سماعها صوت هدير قبيل الانفجار الكبير.
وتسبب ضغط الانفجار برميها أمتارا مع عريسها، ليتحول هذا اليوم إلى مأساة حقيقية ستحتفظ بها طويلاً في ذاكرتها.
وانهالت التعليقات على الفيديو والتي طالبت بالكشف عن مصيرها، وما إن كانت قد تعرضت للإصابات مع عريسها أم أنها بحالة صحية جيدة، في وقت لا يزال البعض يعبر عن صدمته بما حل في العاصمة اللبنانية، وسط حالة من التعاطف والتضامن بين الجمهور تجاه عائلات الضحايا.
وكان مقطع مصور آخر مماثل انتشر سابقا للعروس إسراء السبلاني وسط العاصمة لحظة وقوع الانفجار، أصبحت من خلاله حديث الجمهور ووسائل الإعلام، كما أصبح يطلق عليها لقب "عروس بيروت"، حيث كانت ترتدي ثوب زفافها الأبيض مرفقا بالحجاب وتبتسم أمام المصور لتسجل مقطع فيديو يبقى في ذاكرتها، لكن الانفجار حول هذه اللحظة إلى مأساة.
وبعد يوم من الحادث، حاولت السبلاني وزوجها أحمد صبيح الذي يبلغ من العمر 34 عاما استيعاب ما حدث، ولم يتوقعا أن تتحول فرحتهما إلى شاهد على المأساة التي حلّت بمرفأ بيروت.
ومن خلال لقاء صحفي، قالت إسراء: "كنت أستعد لهذا اليوم منذ أسبوعين، وكنت سعيدة جدا مثل جميع الفتيات الأخريات، فأنا سأتزوج".
وأضافت: "فجأة حدث الانفجار. لا توجد كلمة يمكن أن تعبر عن الموقف. لقد صدمت. كنت أتساءل: ماذا حدث؟ هل سأموت؟ كيف سأموت؟".
أما زوجها أحمد صبيح، فقال: "بدأنا نتجول في المكان (بعد الانفجار). لقد كان الأمر محزنا للغاية. لم يكن من الممكن وصف حجم الدمار وقوة صوت الانفجار. ما زلنا في حالة صدمة".
اللافت أن الانفجار الذي حدث لم يؤثر على سير حفلة الزفاف، حيث واصل العروسان احتفالهما إلى آخره، بالرغم من تداعيات الانفجار.
يأتي هذا فيما لا يزال البحث جاريا عن مفقودين تحت الركام في العاصمة اللبنانية. وكانت وزارة الصحة أعلنت، السبت، أن 60 مفقودا لا يزال مصيرهم مجهولاً.
وتسبّب الانفجار بمقتل 154 شخصا على الأقل بينهم 25 شخصا مجهولو الهوية، وفق المصدر ذاته. وتخطى عدد الجرحى خمسة آلاف، 120 منهم في حالة حرجة.
كما شرّد نحو 300 ألف شخص من منازلهم في العاصمة ومحيطها.