يبدو أنّ ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج لم تتوقف عندهم فحسب، بل بدأت تتفشّى بين أوساط الفتيات وبكثرة، لتصبح أمراً غريباً، تحديداً أن الزواج والأمومة من أكثر ما يشغل بالهنّ، ومع ذلك، فإنّ نسبة كبيرة من الفتيات يعارضنَ وجود رجل في حياتهنّ، والبقاء عازبات بلا زواج.
لعبتْ طبيعة الحياة العصرية، وتوسّع مدارك الثقافة التي تتطلع إليها الفتيات، فضلاً عن مخاطرة الدخول في تجربة قد تكون نتائجها تدميرية عليها دوراً في ذلك.
ما الأسباب التي تجعل الفتاة ترفض الزواج؟
هناك حقيقة نفسية وأسباب عدة، أكّدها الأستاذ المساعد في قسم علم النفس الإرشادي الدكتور علي العودات لـ "فوشيا" تستدعي رفض أو كُره الفتاة للزواج؛ منها أنْ تنشأ في ظل نماذج من الزواج الفاشل عاصرتها وعاشت مشاكلها في مرحلة الطفولة، بدءاً من علاقة والديْها، أو أيٍّ من أفراد أسرتها، فذلك مدعاة لتطور الاتجاهات النفسية السلبية لديها نحو الزواج.
وقال العودات: "مجموعة معتقدات تؤمن بها الفتاة، تقف سداً منيعاً أمام عدم تفكيرها بالزواج من أساسه، خصوصاً لو أنه سيسبب توقف طموحاتها وتحطيم أحلامها المستقبلية، وإنهاء مسيرتها التعليمية والعملية، لذا ترفضه رفضاً باتاً".
وفسّر العودات سبباً آخر لهذا الرفض، يرجع إلى خوفها من المجهول والمستقبل، ومن حياتها الجديدة في حال تزوجتْ، وخشية تغيير روتين حياتها، وكذلك إدراكها المسبق لعدم قدرتها على رعاية الأطفال، خصوصاً لمن لم تكن قد مرّتْ بعلاقة غرامية مسبقة قبل الزواج.
هل تخشى تحكّم الرجل بها؟
تابع العودات حديثه قائلاً: قد تعتقد الفتاة بأنّ الزواج ليس إلا قيوداً تحدّ من حريتها، خصوصاً إنْ كانت صاحبة شخصية قيادية في مرحلة ما قبل الزواج، وفي تصوّرها أن من ستتزوجه لن يساندها، بل سيتحكم بها ويحجم من قوتها.
موضّحاً في ختام حديثه، أنّ من الأمور التي تركت عندها الأثر السلبي عن الرجال بشكل عام، هو أنْ تكون في السابق قد تعرضت لخبرة زواج سلبية، انتهت لاحقاً بطلاقها، ما جعلها ترفض تكرار تجربة الزواج مرة أخرى، وخصوصاً إنْ كانت من بين النساء المعنّفات، لا سيما أنّ العديد من الدراسات أكّدت أنّ المعنّفات من قبل أزواجهنّ، غالباً يرفضنَ فكرة الزواج مرة أخرى.
إنّ خروج المرأة إلى سوق العمل، وتمكنها من إدارة أمورها بشكل فردي، واستقلالها المالي، حوّلها لامرأة قادرة على الاستغناء عن الرجل، والعيش من دونه، علاوة على عيشها بحرية مقارنة بالعديد من المتزوجات الفاقدات لها.