في حلقة جديدة من برنامج "قلبي اطمأن"، قام غيث وفريقه بزيارة قرية بيرتادير في الصومال، حيث عملوا على إنشاء تعاونية تهدف إلى دعم المزارعين المحليين وتحسين ظروفهم الاقتصادية.
هذه المبادرة تعكس الروح الإنسانية التي يسعى غيث وفريقه لإشاعتها في مختلف أنحاء العالم، وهي خطوة مهمة نحو تمكين المجتمعات المحلية من تحسين حياتهم بشكل مستدام.
تعتبر قرية بيرتادير إحدى القرى التي تعاني من نقص الموارد وصعوبة الوصول إلى الأسواق؛ ومع عدم وجود بنية تحتية قوية، كان المزارعون يواجهون تحديات كبيرة في بيع محاصيلهم بأسعار عادلة.
ولكن مع إنشاء التعاونية الجديدة، أصبح المزارعون قادرين على تقاسم الموارد بشكل أكثر فاعلية، ويمكن لكل مزارع الآن الاستفادة من الدعم الجماعي في مجال المعدات الزراعية، التخزين، والتوزيع.
أحد العناصر الأساسية التي تم التركيز عليها في الحلقة هو مفهوم التعاونيات، وتهدف هذه التعاونية إلى تقليل التكاليف من خلال تقاسم الموارد بين المزارعين.
وبدلاً من أن يعمل كل مزارع بمفرده، يتشارك الجميع في المعدات الزراعية، مما يقلل الحاجة للاستثمار الفردي الكبير.
كما يمكنهم استخدام المرافق المشتركة للتخزين والتوزيع، مما يقلل من الخسائر ويزيد من فرص بيع المنتجات بأسعار أفضل.
من خلال العمل الجماعي، يمكن للمزارعين تقليل التكاليف المتعلقة بشراء المعدات وبيع المنتجات بشكل فردي.
فعندما يتم جمع المحاصيل من جميع المزارعين في التعاونية، يتمكنون من التفاوض مع المشترين على أسعار أفضل بكثير من الأسعار التي يمكن أن يحصل عليها كل مزارع على حدة، هذا يساعدهم في زيادة دخلهم وتحسين وضعهم المالي بشكل عام.
علاوة على الفوائد الاقتصادية، تسهم التعاونيات في تعزيز الأمن الغذائي في المجتمعات المحلية، عندما يتمكن المزارعون من بيع منتجاتهم بأسعار أفضل، يمكنهم شراء المواد الغذائية الأساسية بأسعار معقولة.
كما أن هذه التعاونيات تُسهم في توفير الغذاء للمجتمع بشكل أكثر استدامة، مما يقلل من الاعتماد على المساعدات الإنسانية الخارجية.
على مستوى عالمي، أصبحت التعاونيات أداة فعالة لمكافحة الفقر وتعزيز التنمية الاقتصادية، في العديد من الدول النامية، يتم إنشاء تعاونيات مشابهة لتلك التي تم تأسيسها في بيرتادير، والتي ساعدت في تحسين الظروف المعيشية للمزارعين.
وفي دول مثل الهند وكينيا، تُعد التعاونيات أداة رئيسية لتحسين الأمن الغذائي وزيادة الإنتاجية الزراعية، هذه المبادرات العالمية تسهم في تقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء وتحقيق تنمية مستدامة.
أحد الأهداف الرئيسية للتعاونيات هو تعزيز العمل الجماعي بدلاً من التنافس الفردي؛ في القرى والمجتمعات المحلية، حيث غالبًا ما يكون التعاون هو المفتاح لنجاح المشاريع، يمكن للعمل المشترك أن يُسهم في بناء روابط اجتماعية قوية بين أفراد المجتمع.
هذا النوع من التعاون لا يساعد فقط في تحسين الأوضاع الاقتصادية، بل يخلق أيضًا بيئة من الدعم المتبادل والاحترام بين الجميع.
تعد تجربة قرية بيرتادير في الصومال مثالًا رائعًا على كيفية استخدام التعاونيات لتحقيق التنمية المستدامة.
ومن خلال العمل الجماعي، يمكن للمجتمعات تحقيق تحسينات كبيرة في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
وما يميز هذه المبادرة هو أنها ليست مجرد مساعدة فورية، بل هي خطوة نحو بناء قاعدة قوية تُمكن المجتمع من الاعتماد على نفسه في المستقبل.