وجد رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور نفسيهما عالقين في مغامرة غير متوقعة، فبعد أن انطلقا في رحلة فضائية طموحة، وجدا نفسيهما في وضع لا يحسدان عليه، حيث تأجلت عودتهما إلى كوكب الأرض إلى أجل غير مسمَّى.
انطلقت المركبة الفضائية ستارلاينر، التابعة لشركة بوينج حاملة على متنها رائدي الفضاء سونيتا ويليامز، وباري ويلمور، في 5 يونيو/حزيران الماضي، وكان من المقرر أن تستمر لمدة 8 أيام، وتعود إلى الأرض بحلول 14 يونيو/حزيران، لكن بسبب خلل في المركبة الفضائية تأخرت عودتهما إلى وقت غير محدد.
في 6 مايو/أيار الماضي، قبل ساعتين من إطلاق مركبة رائديْ الفضاء، تم إلغاء الإطلاق. وتكرر ذلك في 17 مايو، و1 يونيو، و2 يونيو، وأخيرًا انطلقت المركبة في 5 يونيو.
وسمع رواد الفضاء الذين أفادوا لوسائل الإعلام الأمريكية، أن صمام الأكسجين في نظام الوقود لصاروخ "أطلس" كان يهتز، وكانت هناك بالفعل قصة مع هذا الصمام.
وتم تطويره بواسطة شركة "ValveTech"، وهي شريك قديم لشركة "Boeing وNASA"، لكن "ناسا" قررت توفير المال.
وبعد الاطلاع على رسومات الصمامات، استغنت ناسا عن خدمات شركة "ValveTech"، وطُلب من جهة أخرى مجهولة إنتاج الصمامات.
ووجهت شركة "ValveTech" رسالة إلى وكالة "ناسا" مفادها أن التحليق اعتمادًا على قطع غيار "رمادية" أمر خطير، وفي الوقت نفسه رفعت دعوى قضائية بشأن سرقة الملكية الفكرية وخسرتها.
ولكن بعد ذلك، تم اكتشاف وجود تسرب للهيليوم من المركبة نفسها. والهيليوم هو غاز ضروري للتوجيه في الفضاء، وتعديل المسار.
مرَّ أكثر من شهرين منذ أن علق رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور، ولم يعودا إلى الأرض كما كان مخططًا وسط سيناريوهات مؤلمة تخرج بين حين وآخر.
من جانبها أصرت شركة "بوينج" في بياناتها الرسمية على أن رائدي الفضاء لم يكونا عالقين، وقالت: "لا يوجد خطر متزايد في إعادتهما في مركبة ستارلاينر، لكن وكالة ناسا تفكر في إعادتهما على متن رحلة سبيس إكس بدلاً من ذلك"، مع العلم أن الأخيرة لن تعود إلى الأرض إلا في فبراير/شباط 2025.
وكشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، وفقًا لرائد الفضاء رودي ريدولفي، الذي كان قائدًا لنظام الفضاء في الجيش الأمريكي، 3 سيناريوهات خطيرة إذا اختارت ناسا استخدام ستارلاينر للعودة.
إذا أخطأت ستارلاينر في حساب زاوية دخولها إلى الغلاف الجوي، ستتحول الكبسولة إلى كرة نارية ساخنة.
وستتحول درع الحرارة، المصممة لتحمي الرائدين من الحرارة الشديدة، إلى فخ مميت. الاحتكاك الهائل مع الغلاف الجوي سيحول الكبسولة إلى فرن، محرقًا كل ما بداخلها في لحظات.
إذا كانت زاوية دخول ستارلاينر ضحلة للغاية، سترتد الكبسولة عن الغلاف الجوي ككرة قدم، لتضيع في فضاء شاسع.
سيجد رائدا الفضاء نفسيهما عالقين في مدار حول الأرض، وسيواجهان شبح نفاد الأكسجين والطعام. وستتحول رحلتهما الاستكشافية إلى رحلة يائسة للبقاء على قيد الحياة.
تعتمد عودة "ستارلاينر" إلى الأرض على عمل دقيق للمحركات الدافعة. فإذا فشلت هذه المحركات في اللحظة الحاسمة، ستتحول الكبسولة إلى قنبلة موقوتة.
وقد يجد رائدا الفضاء نفسيهما عاجزين عن التحكم في مسارهما، مع تضاؤل مخزونهما من الهواء. ستكون أمامهما ساعات معدودة لاتخاذ قرار حاسم قد يحدد مصيرهما.
رغم أن هذه ليست المرة الأولى التي يتجاوز فيها أفراد طاقم المدة المحددة لهم في الفضاء، ففي عامي 1991 و1992 تم تمديد مهمة سيرجي كريكاليف إلى 311 يومًا بسبب الفوضى السياسية على الأرض.
ومع تفكير وكالة ناسا في حلول بديلة لإعادة رائدي الفضاء العالقين بأمان إلى الأرض حتى في عام 2025، تدور تكهنات حول قدرة رائديْ الفضاء على استكمال يومياتهما لمدة طويلة، وتخوفات من تدهور صحتهما على متن محطة الفضاء الدولية.
وخرج رائدا الفضاء للحديث عن تفاصيل يومهما وقالا لوسائل إعلام أمريكية: "يبدأ اليوم في الساعة السادسة صباحًا بتمارين الصباح والنظافة الشخصية، ثم يأتي الإفطار والاجتماعات التخطيطية. نقضي معظم يومنا في إجراء الأبحاث العلمية، وممارسة الرياضة، والصيانة الدورية للمحطة. ينتهي اليوم بوجبة العشاء، ووقت للاسترخاء قبل النوم".