هل فكرت يوماً بالأثر الكبير التي تتركه الملابس التي تقتنيها على تفاقم التغير المناخي واستمرار كوكب الأرض والحياة عليه للأجيال المقبلة؟
برزت "الموضة السريعة" كأحد المسببات العالمية التي تلعب دوراً كبيراً في التغير المناخي. ويركز النشطاء على دورها ومسؤوليتها عن الحالة غير المستدامة لصناعة الملابس، فهي غير مكلفة وأنيقة، ولكن سرعان ما تستبدل بأخرى ويتم التخلص منها.
تترك طريقة استهلاك المستخدمين بصمة بيئية كبيرة على الكوكب، نظراً إلى كمية الملابس التي يشترونها، وكمية المياه والطاقة والمواد الكيميائية المستخدمة في الغسيل والتجفيف والكي.
ووفق دراسة خدمة الأبحاث في البرلمان الأوروبي (EPRS) يتم جمع أقل من نصف الملابس المستعملة لإعادة تدويرها أو استخدامها. ويعاد تدوير 1 في المائة فقط من هذه الأزياء المستعملة لتصنيع ملابس جديدة.
ويذكر الخبراء في أبحاثهم خطوات عديدة يجب اتباعها ليسلك قطاع الأزياء اتجاهات الاستدامة.
نلقي الضوء هنا على دور كل فرد ومستهلك منا في عملية تدوير الملابس، ونقدم خطوات عملية تسهم في هذا التغيير الذي يعمل العالم لأجله.
خطوات عملية نحو إعادة التدوير
من أبرز هذه الخطوات، اختيار الملابس والإكسسوارات ذات الجودة العالية لتدوم وقتًا أطول.
قد تبدو هذه الخطوة صعبة، ولكن علينا تفادي الشراء المتهور للملابس والأحذية التي لسنا بحاجة إليها.
أعيدي ترتيب خزانتك بشكل دوري واختاري الملابس التي ترغبين بالاحتفاظ بها، وقيمي وضع الملابس غير المستخدمة منذ مدة طويلة وتخلصي منها. وهنا لا نعني رميها في سلة المهملات، بل التبرع بها للمراكز والجمعيات الخيرية.
ومن الطرق التي يمكن أن تسهمي من خلالها هي العثور على منظمات تعنى في إعادة تدوير الملابس وتقدميها لهم.
كما يمكنك تبادل الملابس المكدسة التي لا ترغبين بالتخلص منها بشكل كلي مع أفراد الأسرة أو الأقارب والأصدقاء.
اختاري الملابس التي تحمل علامة التدوير، لتتأكدي أنها لن تؤذي الطبيعة عند التخلص منها ولن تبقى مكدسة في المكبات.
إحدى الخطوات الأساسية لتشجيع إعادة التدوير في مجتمعنا هي نشر الوعي حول تأثير هذه الملابس على التغير المناخي، وتثقيف أنفسنا والآخرين عن أهمية إعادة التدوير والدور الذي يجب أن نلعبه هنا.
عندما نقول إعادة تدوير لا نفكر سوى بدور الشركات والمنظمات العالمية. ننسى مسؤوليتنا الاجتماعية وأهمية كل خطوة نقوم بها مهما كانت بسيطة، وتأثيرها على البيئة واستمرارية وجودنا على هذا الكوكب.
