بمناسبة اليوم الدولي للسعادة الذي يصادف اليوم الأربعاء، يسعى البشر للعثور على الإحساس بالرضا والإمتنان، ورغم اختلاف تعريف السعادة من شخص لآخر، إلَّا أنها تنطوي في الغالب على المشاعر الإيجابية والرضا عن الحياة.
وعندما يتحدث معظم البشر عن المعنى الحقيقي للسعادة، فقد يشيرون إلى ما يشعرون به في اللحظة الحالية أو نظرتهم للحياة بشكل عام.
ونظرًا لأن السعادة تميل إلى أن تكون مصطلحًا محددًا على نطاق واسع، فإن علماء النفس وغيرهم من علماء الاجتماع يستخدمون عادةً مصطلح "الرفاهية الذاتية" عندما يتحدثون عن هذه الحالة العاطفية. وكما يبدو، فإن الرفاهية الذاتية تميل إلى التركيز على المشاعر الشخصية الشاملة للفرد حول حياته في الوقت الحاضر.
هناك عنصران رئيسيان للسعادة (أو الرفاهية الذاتية) هما:
1. توازن العواطف: كل شخص ينتابه مزيج من العواطف والمشاعر والحالات المزاجية الإيجابية والسلبية، فيما ترتبط السعادة عمومًا بتجربة مشاعر إيجابية أكثر من المشاعر السلبية.
2. الرضا عن الحياة: يتعلق ذلك بمدى شعورك بالرضا عن مجالات حياتك المختلفة بما في ذلك علاقاتك وعملك وإنجازاتك وغيرها من الأشياء التي تعتبرها مهمة.
علامات السعادة:
في حين أن تصورات السعادة قد تختلف من شخص لآخر، إلا أن هناك بعض العلامات الرئيسية التي يبحث عنها علماء النفس عند قياس السعادة وتقييمها.
بعض العلامات الرئيسية للسعادة تشمل:
1. الشعور وكأنك تعيشين الحياة التي تريدينها.
2. السير مع التيار والرغبة في قبول الحياة كما تأتي.
3. الشعور بأن ظروف حياتك جيدة.
4. التمتع بعلاقات إيجابية وصحية مع الآخرين.
5. الشعور بأنك قد أنجزت (أو سوف تنجز) ما تريدينه في الحياة.
6. الشعور بالرضا عن حياتك.
7. الشعور بالإيجابية أكثر من السلبية.
8. الانفتاح على الأفكار والتجارب الجديدة.
9. ممارسة الرعاية الذاتية ومعاملة نفسك بلطف ورحمة.
10. تجربة الشعور بالامتنان.
11. الرغبة في مشاركة سعادتك وفرحك مع الآخرين
وواحدة من الأمور المهمة التي يجب الإشارة إليها هي أن السعادة ليست حالة من النشوة المستمرة، بل شعور عام بتجربة مشاعر إيجابية أكثر من المشاعر السلبية، فالجميع تنتابه مشاعر مختلطة من الغضب، والإحباط، والملل، والوحدة، والحزن وغيرها، لكن حينما يواجهونها يكون لديهم شعور كامن بالتفاؤل وأن الأمور سوف تتحسن.
أنواع السعادة
هناك العديد من الطرق المختلفة للتفكير في السعادة، وقد ميَّز الفيلسوف اليوناني القديم أرسطو بين نوعين مختلفين من السعادة هما: "هيدونيا" و"يودايمونيا".
- هيدونيا: هو مصطلح مشتق من "المتعة"، وهي السعادة المستخلصة من الملذات ومصادرها عديدة، وغالبًا ما يرتبط بتجربة الشعور بالرضا، والعناية بالنفس، وتحقيق الرغبات، وتجربة الاستمتاع.
- يودايمونيا: هذا النوع من السعادة مشتق من البحث عن الفضيلة والمعنى، أي الشعور بأن حياتك لها معنى وقيمة وهدف. ويرتبط أكثر بالوفاء بالمسؤوليات، والاستثمار في الأهداف طويلة المدى، والاهتمام برفاهية الآخرين، والارتقاء إلى مستوى المُثُل العليا الشخصية.
وهنا بعض أنواع السعادة التي قد تندرج تحت هاتين الفئتين:
الفرح: شعور قصير نسبيًا يتم الشعور به في الوقت الحاضر.
الإثارة: شعور بالسعادة يتضمن التطلع إلى شيء ما بتوقع إيجابي.
الامتنان: شعور إيجابي يتضمن الشكر والتقدير.
الفخر: الشعور بالرضا عن شيء أنجزته.
التفاؤل: هو طريقة للنظر إلى الحياة بنظرة إيجابية متفائلة.
القناعة: هذا النوع من السعادة ينطوي على الشعور بالرضا.
كيف تزرعين شعور السعادة في نفسك؟
في حين أن البعض يميلون أن يكونوا أكثر سعادة عن غيرهم، إلا أن هناك أمور يمكنك القيام بها لتنمية شعورك بالسعادة.
تحقيق الأهداف الجوهرية
تحقيقك للأهداف الجوهرية التي تودين إنجازها، والتي تركز بشكل أساسي على النمو الشخصي والمجتمعي، يمكن أن يساعد في تعزيز السعادة.
وتشير الأبحاث إلى أن تحقيق مثل هذه الأنواع من الأهداف ذات الدوافع الجوهرية يمكن أن تزيد من سعادتك أكثر من الأهداف الخارجية مثل كسب المال أو تحقيق مكانة مرموقة في المجتمع..
الاستمتاع باللحظة
لقد وجدت الدراسات أن الناس يميلون إلى الإفراط بتكديس المقتنيات، فهم يركزون بشدة على تجميع الأشياء لدرجة أنهم يفقدون مسار الاستمتاع الفعلي بما يفعلونه. لذا، بدلًا من الوقوع في فخ التراكم بلا وعي على حساب سعادتك الخاصة، ركزي على ممارسة الامتنان للأشياء التي تمتلكينها واستمتعي بها.
إعادة صياغة الأفكار السلبية
عندما تجدين نفسك عالقًة في نظرة متشائمة أو أفكار سلبية، ابحثي عن طرق يمكنك من خلالها إعادة صياغة أفكارك بطريقة أكثر إيجابية. وإن إعادة صياغة هذه التصورات السلبية لا تعني تجاهلها، بل النظر إليها بطريقة متوازنة وواقعية على الأحداث، تسمح لك بملاحظة الأنماط في تفكيرك ومن ثم تحدي الأفكار السلبية.
لذلك، على الرغم من أنك قد لا تكون قادرًا على التحكم في "المستوى الأساسي" للسعادة، إلا أن هناك أشياء يمكنك القيام بها لجعل حياتك أكثر سعادة وإشباعًا. حتى أسعد الأفراد يمكن أن يشعروا بالإحباط من وقت لآخر، والسعادة شيء يحتاج جميع الناس إلى متابعته بوعي.
أمور تجعلك سعيدة
هناك أشياء يمكنك القيام بها لجعل حياتك أكثر سعادة وإشباعًا:
- تكوين علاقات قوية
الدعم الاجتماعي هو جزء أساسي من الرفاهية، فقد وجد أن العلاقات الاجتماعية الجيدة هي أقوى مؤشر للسعادة، فوجود اتصالات إيجابية وداعمة مع الأشخاص الذين تهتمين بهم يمكن أن يوفر حاجزًا ضد التوتر، ويحسن صحتك، ويساعدك على أن تصبحين شخصًا أكثر سعادة.
في دراسة أجرتها هارفارد لتنمية البالغين، وجد الباحثون أن العلاقات ومدى سعادة الأشخاص في تلك العلاقات أثرت بشدة على الصحة العامة.
- ممارسة التمارين الرياضية
يرتبط النشاط البدني بمجموعة من الفوائد الجسدية والنفسية بما في ذلك تحسين الحالة المزاجية، وقد أظهرت العديد من الدراسات أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قد تلعب دورًا في تجنب أعراض الاكتئاب، لكن الأدلة تشير أيضًا إلى أنها قد تساعد أيضًا في جعل الأشخاص أكثر سعادة.
- إظهار الامتنان
وفق موقع Verywell Mind، طلب في إحدى الدراسات من المشاركين الكتابة عن متاعبهم لمدة 10 إلى 20 دقيقة كل ليلة قبل النوم، وطلب من آخرين الكتابة عن أحداث محايدة، وبعضهم عن الأشياء التي كانوا ممتنين لها.
ووجدت النتائج أن الأشخاص الذين كتبوا عن الامتنان زادت لديهم المشاعر الإيجابية، وسعادتهم الذاتية وتحسن رضاهم عن الحياة.
- العثور على الشعور بالهدف
إن الأشخاص الذين يشعرون بأن لديهم هدفًا في الحياة يتمتعون بصحة أفضل ويشعرون بمزيد من الرضا، حيث يتضمن الشعور بالهدف رؤية حياتك على أنها لها أهداف واتجاه ومعنى.
تتضمن بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها لمساعدتك في العثور على إحساس بالهدف ما يلي:
1. اكتشفي اهتماماتك وشغفك.
2. انخرطي في التجارب الاجتماعية والمثيرة.
3. ابحثي عن أشياء جديدة قد ترغب في معرفة المزيد عنها.
هل السعادة مال أم حب أم صحة؟
السعادة هي مزيج من أشياء كثيرة: المال والصحة والحب والزواج والأصدقاء. وبينما يمكن أن يكون كل من هذه الأشياء مهمًا في حد ذاته، إلا أنها جميعًا مترابطة وتعمل معًا لخلق السعادة الشاملة. ولهذا السبب من الضروري جدًا لنا جميعًا أن يكون لدينا نهج متوازن تجاه الحياة، فالعمل ضروري، لكن الاستمتاع بالمال الذي تجنيه أمر غاية في الأهمية، كما يتوجب عليك الاستمتاع مع الأصدقاء بدلاً من الشكوى من مدى شعورك بالوحدة في المنزل.
هل السعادة هي المال؟
أجريت العديد من الأبحاث حول هذا الموضوع، واتضح أن المال مهم للغاية، فالأشخاص الذين يجنون رواتب مرتفعة يميلون إلى أن يكونوا أقل توتراً بشأن المال من أولئك الذين لا يكسبون الكثير على الإطلاق. كما أنهم يميلون إلى العيش حياة أطول وأكثر صحة من أولئك الذين يكسبون أموالاً أقل أو لا شيء على الإطلاق.
لكن في حال رغبت في معرفة مقدار المال الذي يجب أن تمتلكينه لتصلي إلى السعادة، فإن ذلك يعتمد على نوع نمط الحياة الذي تريدينه، وما يهمك في الحياة، إذ أنه خيار وقرار شخصي، فالبعض يحتاجون مبالغ أكبر من غيرهم لأنهم يقضون وقتهم في السفر إلى الخارج أو مساعدة الآخرين من خلال الأعمال الخيرية.
هل السعادة هي الصحة؟
التمتع بصحة جيدة يعد أمرًا حيويًا لتحقيق السعادة، فحينما يكون المرء متعبًا أ مريضًا فمن الصعب أن يشعر بالسعادة عن نفسه أو حياته إلَّا ما ندر.
هل السعادة هي الحب؟
يعتبر الحب جزءًا لا يتجزأ من السعادة، لكنه لا يقتصر على حب الشريك فحسب، بل يتشعب ليصل الأصدقاء وأفراد العائلة.