إذا كنت ممن يبكون أثناء مشاهدة الأفلام أو ترى في المواقف العادية تهديدات أو تشعر بالخوف من الرفض، فقد تكون أكثر عرضة لخطر الوفاة المبكرة.
هذا النمط من السلوكيات يعكس نوعًا من التشاؤم الذي ربطته دراسة حديثة بزيادة احتمالية الوفاة المبكرة بنسبة تصل إلى 10%.
ويشير سلوك البكاء أثناء مشاهدة الأفلام بحسب الباحثين في الدراسة التي نشرت في مجلة Journal of Affective Disorders ، إلى أن الشخص الذي لديه حساسية عاطفية عالية، قد يكون مؤشراً على ميله إلى "العصابية".
والعصابية تعني أن الأشخاص غالباً ما يكونون أكثر تأثراً بالمشاعر السلبية، سواء كانت في الحياة الواقعية أو في الأفلام.
ووجدت الدراسة أن الشعور بالوحدة كان أقوى مؤشر للوفاة المبكرة مقارنة بغيره من المشاعر السلبية مثل القلق والشعور بالذنب.
من خلال تحليل بيانات من UK Biobank، وهي قاعدة بيانات ضخمة تحتوي على عينات بيولوجية ومعلومات وراثية وأسلوب الحياة والصحة من نصف مليون شخص. بقيادة جامعة ولاية فلوريدا.
حيث أجريت الدراسة على نصف مليون شخص لتحديد العلاقة بين الحالة النفسية، خاصة الشعور بالوحدة، ومعدلات الوفاة. تم تتبع هؤلاء الأشخاص لمدة 17 عامًا، وخلال هذه الفترة، توفي حوالي 8.8% منهم.
وحسب الباحثين فإن السرطان كان هو السبب الرئيس للوفاة، ولكن الأشخاص الذين توفوا بأمراض الجهاز التنفسي أو الهضمي أبلغوا عن شعورهم بالملل بشكل أكبر.
كما أضاف الباحثون، أن نسبة صغيرة من المشاركين أقدموا على إيذاء أنفسهم، وكانت هذه المجموعة تعاني من مشاعر سلبية شديدة مثل الشعور بالذنب وتقلبات المزاج والإجهاد.
وجميع المشاركين الذين أبلغوا عن درجة عالية من التشاؤم أبلغوا أيضًا عن الشعور بالوحدة.
أعرب الباحث الرئيس في الدراسة، الدكتور أنطونيو تيراسيانو عن دهشته من قوة تأثير الوحدة على معدلات الوفاة.
وأشار إلى أن الشعور بالوحدة يزيد من خطر الوفاة بشكل أكبر بكثير من المشاعر السلبية الأخرى.
ولفت أنطونيو إلى أهمية الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية في الحفاظ على الصحة الجسدية. وبذل الجهود لتقليل الشعور بالوحدة في مجتمعاتنا.