اختارت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، 13 سيدة عربية من مجالات مختلفة، ضمن قائمتها السنوية لأقوى 100 امرأة ملهمة ومؤثرة من جميع أنحاء العالم.
ونشرت "بي بي سي"، قائمة بالنساء المختارات، ووصفتهن بالملهمات والمؤثرات اللواتي تجاوزن التحديات، بفضل صمودهن وإبداعهن، مسلطات الضوء على إنجازاتهن الملهمة.
قالت "بي بي سي"، على موقعها الإلكتروني لدى الإعلان عن النساء التي تم اختيارهن، أن قائمتها للعام 2024، تؤكد قدرة النساء في تحقيق التغيير وسط عالم متغير، مع تركيز خاص على تأثير حالة الطوارئ المناخية.
وسلطت الضوء على النساء الرائدات في مجال المناخ، اللواتي يقدن مجتمعاتهن نحو مواجهة التحديات البيئية والتكيف مع آثارها.
وجاء الاختيار وفقاً لمدى صمود وقدرة النساء على التكيف مع الأوضاع المختلفة، وأشارت الهيئة في تقريرها الذي نشر على موقعها: أردنا أن نعترف بالخسائر التي تكبدتها النساء في جميع أنحاء العالم هذا العام، من خلال اختيار اللواتي من خلال صمودهن دفعن من أجل التغيير وتحسين الحياة على مستوى المجتمع أو العالم، كما قيمنا أسماء النساء العاملات في مجال تغير المناخ، واختيار أسماء من مجموعة من رائدات المناخ وقادة البيئة.
وعللت هيئة الإذاعة البريطانية، آلية اختيار أقوى 100 امرأة للعام 2024، بأن فريقها كان يبحث عن المرشحات اللواتي تصدرن عناوين الأخبار، أو كان لهن، أثر في قصص مهمة خلال العام 2024، وكذلك أولئك اللواتي لديهن قصصًا ملهمة ليروينها أو حققن شيئاً مهماً من خلال التأثير في مجتمعاتهن، بطرق لا تظهر بالضرورة في الأخبار، وعرضت سيرتهن دون ترتيب محدد.
كانت الفنانة التونسية هند صبري، من بين النساء العربيات التي تم اختيارهن ضمن القائمة العالمية، التي تحظى بتقدير عال، وجاء اختيار النجمة التونسية، تقديراً لمساهمتها البارزة في السينما العربية والعالمية.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية أن هند صبري، كانت أول امرأة عربية تشارك كعضو لجنة تحكيم في مهرجان البندقية السينمائي عام 2019، كان قد لمع اسمها في الفيلم النسوي "صمت القصور" (1994)، الذي تناول قضايا الاستغلال الجنسي والاجتماعي للنساء في تونس.
وحصدت هند إشادة واسعة على دورها الأخير في فيلم "بنات ألفة"، الذي يمثل تونس في جوائز الأوسكار لعام 2024 عن فئة أفضل فيلم وثائقي.
وفي خطوة جريئة، استقالت صبري من منصبها كسفيرة للنوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة، تعبيراً عن احتجاجها على استخدام التجويع كسلاح حرب في غزة.
بصفتها المديرة الإقليمية للمبادرة الاستراتيجية للمرأة في منطقة القرن الإفريقي، تقود الناشطة والكاتبة البارزة هالة الكريب مبادرات تسلط الضوء على العنف القائم على النوع الاجتماعي في بلدها والدول المحيطة به.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل/نيسان 2023، تعمل منظمة SIHA على تتبع العنف الجنسي المرتبط بالصراع، وتقديم الدعم للنساء والفتيات.
وحذر تقرير للأمم المتحدة صدر في أكتوبر/تشرين الأول 2024 من حجم المشكلة "الصادم"، واتهم قوات الدعم السريع شبه العسكرية بارتكاب "جرائم فظيعة"، وهي اتهامات رفضتها قوات الدعم السريع.
وقدر التقرير أن ما لا يقل عن 400 من الناجين من العنف الجنسي المرتبط بالصراع أُحيلوا للرعاية اعتباراً من يوليو/تموز 2024، ووصف ذلك بأنه "قمة جبل الجليد" فقط.
لم يمنع القصف الإسرائيلي والافتقار الشديد للموارد، الطبيبة شيرين عابد من رعاية الأطفال حديثي الولادة في غزة.
ونزحت شيرين بعد بدء الحرب بين إسرائيل وغزة في عام 2023 حيث دمرت شقتها، لكن أخصائية طب الأطفال حديثي الولادة استمرت في رعاية الأطفال في مخيمات النازحين القريبة.
وأنشأت عابد بروتوكولات الطوارئ لتمكين الأطباء من تقديم العلاجات المنقذة للحياة بموارد محدودة للغاية، كما دربت أطباء آخرين، بالاستناد إلى سنوات خبرتها في وحدات الأطفال حديثي الولادة في المستشفيات الرئيسية في غزة، ومؤخراً كمديرة لمركز الأمومة في مجمع الشفاء الطبي. أجبرتها الظروف على مغادرة غزة مع ابنتيها في وقت سابق من هذا العام، لكن عابد تواصل مساعدة الأطباء على الأرض عن بعد.
احتفظت هندا عبدي محمود، وهي كاتبة شغوفة منذ صغرها، بمذكرات تحتوي على قصص عن الأشخاص الفارين من العنف في مسقط رأسها هرجيسا في الصومال، وتعمل حالياً رئيسة تحرير صحيفة (بيلان)، لأول فريق إعلامي في البلاد مكون بالكامل من النساء.
شُكّل الفريق لمكافحة المعدلات المرتفعة من التمييز الجنسي والتحرش الذي تواجهه النساء الصوماليات في مكان العمل - وهي تحديات اعترف بها تقرير حديث للأمم المتحدة.
تهدف صحيفة بيلان إلى تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية في إحدى أخطر بلدان العالم بالنسبة للصحفيين، من خلال تغطية قصص مثل الصوماليين الذين يعيشون مختبئين لإصابتهم بفيروس نقص المناعة البشرية، والأيتام الذين يتعرضون للإساءة، والمهاقين (يعانون نقص التصبغ) الذين يتجنبهم مجتمعهم.
تستلهم مصممة الأزياء ياسمين مجلي إبداعاتها من الحياة والتقاليد الفلسطينية. وبعد نشأتها في الجنوب الأمريكي، انتقلت إلى رام الله في الضفة الغربية، حيث أطلقت علامتها التجارية (نول كوليكتف-NöL Collective) في عام 2020.
وتتعاون علامتها التجارية للأزياء مع ورش الخياطة التي تديرها عائلات، ومتاجر التوابل المحلية التي توفر مواد الصبغ الطبيعية، والتعاونيات النسائية لإنتاج الملابس بشكل جماعي، ويستخدم الخياطون والنساجون والمطرزون والنحاتون التقنيات التقليدية، تكريماً للحرفة الفلسطينية في صناعة الأقمشة.
وظفت مجلي ملابسها لسرد قصص عن الفلسطينيين. كما تناولت قضية التحرش في الشوارع الذي تتعرض له النساء على الصعيد العالمي، فرسمت عبارة (ليست حبيبتك)، على سترات الجينز والقمصان.
نشأت المصورة الصحافية كريستينا عاصي في لبنان في التسعينيات، في فترة من عدم الاستقرار المستمر في أعقاب الحرب الأهلية اللبنانية؛ ما غذى رغبتها في توثيق الصراع وتغطية القصص غير المروية عن الحرب.
وشهدت حياتها تحولاً مأساوياً في أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما أصيبت بجروح خطيرة في غارة إسرائيلية في جنوب لبنان.
وأدى الانفجار إلى وفاة الصحفي عصام عبد الله، وإصابة خمسة زملاء آخرين، وبتر ساق كريستينا عاصي في وقت لاحق.
دفعَتها تلك التجربة إلى الدفاع عن سلامة الصحافيين، وخصصت مشاركتها في حمل شعلة أولمبياد باريس 2024، لتكريم جميع الصحافيين الذين فقدوا حياتهم، في أثناء أداء مهامهم.
نادية مراد، ناشطة في مجال حقوق الإنسان وحائزة على جائزة نوبل للسلام، ومن أبرز المدافعين عن ضحايا العنف الجنسي، وتعرضت للإبادة الجماعية للإيزيديين في العراق على يد جماعة (داعش) في عام 2014.
قُبض عليها من قبل مسلحي داعش، وأجبرت على العبودية، وتعرضت للاغتصاب والإساءة.
وتمكنت مراد من الفرار بعد ثلاثة أشهر، وروت ببسالة محنتها للعالم لرفع مستوى الوعي حول العنف الجنسي المرتبط بالصراعات.
وتعاونت مع محامية حقوق الإنسان أمل كلوني لمحاسبة تنظيم الدولة الإسلامية، وأطلقت مبادرة نادية للمساعدة على إعادة بناء المجتمعات والدعوة إلى تعويض الناجين، وبعد مرور عشر سنوات على مذبحة الإيزيديين، لا تزال نادية مراد رمزاً عالمياً للصمود.
كانت بليستيا العقاد، البالغة من العمر 22 عاماً، قد تخرجت لتوها في الجامعة عندما بدأت الحرب في غزة 2023. وفي الأيام الأولى من الحرب، نشرت مقطع فيديو لنفسها في شقتها في أثناء الغارات الجوية المكثفة.
وانتشر فيديو العقاد على نطاق واسع، وحصد أربعة ملايين متابع في منصة "إنستغرام"، مع نشرها لأخبار غزة وقصائدها ومذكراتها اليومية، وتستند مذكراتها إلى هذه التقارير، وتحمل عنوان "عيون غزة"، ستنشر قريباً.
وحصلت العقاد على لقب صحافية للعام 2024 من منظمة (عام شاب واحد/ One Young World). كما دافعت عن الفلسطينيين في منتديات رفيعة المستوى مثل القمة العالمية للحكومات. وغادرت العقاد غزة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وحصلت على منحة دراسية لدراسة الماجستير في الدراسات الإعلامية في بيروت.
تركز المعلمة في مجال الصحة الجنسية نور إمام على موضوعات، مثل: نظافة الدورة الشهرية، والصحة الإنجابية، والوعي الجنسي، مواضيع تعتبر غالباً من المحظورات بالنسبة للنساء، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأسست إمام شركة مذربينغ، وتشغل منصب الرئيس التنفيذي فيها. والشركة مختصة بالتكنولوجيا النسائية، وتقدم خدمات تدمج ما بين عمل العيادة الموجودة في القاهرة وأخرى منصة رقمية، بهدف تحسين وصول المرأة إلى الرعاية الصحية من خلال التكنولوجيا.
وتهدف إلى تمكين النساء من معرفة أجسادهن، وتسهيل الوصول إلى معلومات موثوقة حول وسائل منع الحمل، ومساعدتهن على التعامل مع القضايا الحساسة دون الشعور بالعار.
بعد تعرض العديد من المباني ذات الأهمية التاريخية للدمار بعد سنوات من الحرب في اليمن، شرعت المهندسة حربية الحميري في مهمة منحها فرصة جديدة للحياة.
وبالتعاون مع منظمات أخرى مثل: منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، رممت العشرات من المباني السكنية والتراثية في صنعاء القديمة، وفي مختلف أنحاء البلاد. وقامت اليونسكو بعمل مسح لحجم الأضرار في أكثر من 16 ألف موقع.
ولم يقتصر عمل حربية فقط على مجال الحفاظ على التراث والمواقع التاريخية، بل ساهم أيضاً في تحسين نوعية حياة العديد من الأشخاص. وعملت الحميري على تدريب السكان المحليين على الحرف اليدوية التقليدية في البناء، وألهمت الفتيات الصغيرات لدخول هذه الصناعة.
عندما اندلعت اشتباكات عنيفة بالقرب من مستشفاها في السودان العام الماضي، رفضت الدكتورة صفاء علي محمد يوسف المغادرة مع زملائها، على الرغم من القصف المستمر.
وساعدت صفاء، وهي مستشارة في أمراض النساء والتوليد، في إجلاء الموظفين المتطوعين والنساء الحوامل إلى مكان أكثر أماناً، وسط اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
تجري طبيبة التوليد حالياً في مستشفى السعودي للولادة، عمليات ولادة قيصرية، وتعالج مشاكل صحة المرأة في ظل التحديات التي يفرضها الصراع المستمر. وتواصل أيضاً تدريب نحو 20 طبيبة تخرجن حديثاً في مجال التوليد، للمساعدة على التخفيف من نقص الكوادر الطبية.
تدعم أخصائية علم النفس سامية -التي لم تكشف "بي بي سي" هويتها لحماية سلامتها الشخصية- السوريين الذين يواجهون الصدمات الناجمة عن سنوات من الصراع.
وأدت الحرب الأهلية المستمرة منذ فترة طويلة في سوريا، إلى مقتل مئات الآلاف من الأشخاص، بينما يعيش العديد من الناجين في ظروف مزرية، ويعانون مشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق.
وتعمل سامية في عيادة للصحة النفسية تديرها لجنة الإنقاذ الدولية، حيث تدير جلسات إرشادية للنازحين وعائلاتهم في مخيم للاجئين في شمال شرق سوريا.
وعلى الرغم من ندرة الموارد، فإنها تظل ملتزمة بتحسين الصحة العقلية لمرضاها، وتلتزم بتعزيز الوعي في حالات الأزمات.
عندما أصبحت المياه شحيحة في غزة بسبب الحرب، شعرت إيناس الغول أنها بحاجة إلى إيجاد حل، استخدمت المهندسة الزراعية مواد معاد تدويرها مثل الخشب والزجاج والقماش المشمع، لإنشاء جهاز تحلية يعمل بالطاقة الشمسية قادر على تحويل مياه البحر إلى مياه صالحة للشرب.
وأصبح الجهاز منذ ذلك الحين بمثابة شريان حياة للعديد من سكان الخيام في منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث تعرضت مرافق المياه والصرف الصحي للضرر أو الدمار منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما أنشأت الغول موقداً يعمل بالطاقة الشمسية، وتعلمت إعادة تدوير المواد لإنشاء عناصر مثل المراتب والحقائب، وتسعى جاهدة لاستخدام مهاراتها لمساعدة الفلسطينيين النازحين.