ودّعت المملكة العربية السعودية الفنانة التشكيلية الرائدة صفية بن زقر، التي توفيت اليوم الخميس بعد مسيرة طويلة وحافلة بالإبداع والعطاء.
صفية بن زقر، التي تُعد من أعمدة الفن التشكيلي في المملكة، تركت بصمة لا تُنسى بإسهاماتها الفنية البارزة وتوثيقها تراث المملكة الثقافي والاجتماعي. وحصلت على جوائز وتكريمات عدة، من بينها وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى.
وقد نعتها جمعية الثقافة والفنون في جدة، عبر حسابها في منصة "إكس"، وكتبت: "وافت المنية رائدة الفنّ التشكيلي السعودي الفنانة صفية بن زقر بعد مسيرة تشكيلية حافلة وضعت فيها بصمتها المضيئة بالإبداع في مشهدنا الثقافي والفنّي".
وُلدت صفية بن زقر في عام 1940 بحارة الشام في جدة، ثم انتقلت مع عائلتها إلى القاهرة حيث تلقت تعليمها الأساسي. استكملت تعليمها الفني في بريطانيا، وبعد عودتها، بدأت مسيرتها الفنية بإقامة أول معرض لها في جدة عام 1968. ومنذ ذلك الحين، نظمت الكثير من المعارض في المملكة وخارجها، بما في ذلك باريس، جنيف، ولندن.
تميزت بن زقر في توثيق الفلكلور والمظاهر الاجتماعية والمعمارية لمنطقة الحجاز في لوحاتها. أسست في عام 2000 "دارة صفية بن زقر" في جدة، التي تحتوي على مجموعتها الفنية ومقتنياتها، وأصبحت مركزًا للفن والتعليم، حيث تُقام ورش عمل ومحاضرات ثقافية.
كانت للراحلة عدة مؤلفات بارزة، منها كتاب "المملكة العربية السعودية: نظرة فنانة إلى الماضي"، وكتاب "رحلة عقود ثلاثة مع التراث السعودي"، كما أسهمت في تحكيم الكثير من المعارض، وشاركت في محافل فنية وثقافية داخل المملكة وخارجها.
حصلت صفية بن زقر على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى خلال تكريمها في مهرجان الجنادرية 31 عام 2016، فقد اختيرت "الشخصية الثقافية" للمهرجان. كما حصلت على الكثير من الجوائز المحلية والدولية تقديرًا لإسهاماتها الفنية المتميزة.
سيُصلى على الراحلة الجمعة 13 سبتمبر/أيلول، بعد صلاة الظهر في مسجد الجفالي بجدة، والدفن في مقبرة أمنا حواء. سيتم استقبال المعزين في منزل بن زقر بحي العزيزية، وللسيدات في دار الأبار بحي الروضة.